مع التطور الكبير في عالم الاتصالات وتقنيات المعلومات، أصبح من الضروري إتقان لغة ثانية على الأقل لمواكبة التطور الحضاري والاطلاع على آخر التطورات في العديد من مجالات الحياة، بالإضافة إلى القدرة على التواصل مع الآخرين عند السفر خارج البلاد. ولا تقتصر أهمية تعلم لغة ثانية على سهولة التواصل والتفاعل مع الناطقين بهذه اللغة، بل تتعدى ذلك إلى فوائد عديدة على صحة الدماغ، حيث يساعد تعلم اللغات على تنشيط الذاكرة وتحفيز خلايا الدماغ وزيادة الروابط العصبية بين مختلف أجزاءه. وتقدم صحيفة هافينغتون بوست الأمريكية أهم الفوائد لتعلم لغة ثانية على الصحة البدنية والعقلية للإنسان: 1- زيادة المرونة الإدراكية يبدي كبار السن الذين تعلموا لغتين منذ الطفولة مرونة أكبر من النواحي المعرفية والإدراكية، وهذا يعني بأنهم أكثر قدرة على التأقلم مع مختلف الظروف بالمقارنة مع الأشخاص الذين لم يتعلموا لغة أخرى واكتفوا بالتحدث بلغتهم الأم. 2- حماية الدماغ من الشيخوخة أظهرت دراسة نشرت في دورية طب الأعصاب الأمريكية أن الأشخاص الذين تحدثوا لغتين في عمر 11 عام، كانوا أكثر قدرة على القراءة والمحاكمات العقلية والمنطقية في عمر السبعين من الذين تحدثوا لغة واحدة فقط في الطفولة. 3- معالجة الكلمات بطريقة مختلفة يمتلك الأشخاص الذين يتكلمون أكثر من لغة قدرة على معالجة الكلمات والبحث عن عدة معاني لها، وخاصة عند وجود بعض الكلمات التي تحتمل معاني مختلفة، بخلاف الذين يتحدثون لغة واحدة. 4- تأخير مرض الزهايمر يمكن للزهايمر أن يصيب أي إنسان، إلا أن الأشخاص الذين يتقنون لغتين أو أكثر يتأخر لديهم ظهور أعراض المرض في حال كانوا عرضة له ما بين 4-5 أعوام، وذلك وفقاً للدراسة التي عرضت عام 2011 على الجمعية الأمريكية للعلوم المتقدمة، وشملت 450 شخصاً مصابين بالزهايمر. 5- مهارات حل المشاكل عند الأطفال يمتلك الأطفال الذين يتحدثون أكثر من لغة قدرات إبداعية في حل المشاكل أكثر من اللذين يتحدثون لغة واحدة، ووفقاً للدراسة التي نشرت في المجلة الدولية للثنائية اللغوية وشملت 121 طفلاً نصفهم من ثنائيي اللغة، فقد أظهر هؤلاء قدرات على إنجاز مهام عقلية رياضية أكبر من نظرائهم أحاديي اللغة. 6- سرعة التحول بين المهام أظهرت نتائج إحدى الدراسات بأن الأطفال الذين يتحدثون لغتين لديهم القدرة على التبديل بين المهام بشكل أسرع من غيرهم، وذلك بعد سلسلة من الاختبارات أجريت على الأطفال المشاركين في الدراسة، طلب منهم في كل مرة الضغط على زر التبديل بين صور الحيوانات وصور الألوان. 7- اتخاذ القرارات بينت دراسة أجريت عام 2012 أن التفكير في مشكلة ما بلغة أخرى يعطي قدرة أفضل على اتخاذ قرارات سليمة، حيث يحاول صاحب المشكلة عدم الوقوع في الأخطاء أثناء البحث عن الحلول المناسبة، بالإضافة إلى أن اللغة الأخرى توفر فرصة للابتعاد عن التفكير العاطفي والتركيز على التفكير العقلي والمنطقي.