نظمت اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان فاسمكناس مؤخرا لقاء تواصليا بفاس بهدف دراسة مختلف المقاربات التي يجب اعتمادها من أجل النهوض بحقوق الأشخاص الذين يعانون من إعاقة التوحد. وخصص هذا اللقاء، الذي حضره خبراء ومختصون وباحثون، لمناقشة مختلف التصورات الممكنة من اجل صياغة مقترحات عمل تراعي الخصوصيات الجهوية والمحلية في أفق صياغة برنامج ترافعي وطني مندمج للنهوض بهذه الفئة الهشة ودعم الأسر المعنية. وساهم في تأطير هذا اللقاء، الذي يندرج تنظيمه في إطار الحملة الوطنية التي أطلقها تحالف الجمعيات العاملة في مجال إعاقة التوحد بالمغرب تحت شعار " أنا مختلف مثلك " بدعم من المجلس الوطني لحقوق الإنسان وبشراكة وتعاون مع عدة جمعيات ومنظمات، مجموعة من الخبراء والمختصين في مجال النهوض بأوضاع الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة. وتستهدف هذه الحملة الوطنية تعبئة الرأي العام والفاعلين المؤسساتيين الحكوميين وغير الحكوميين للاعتراف بالتوحد كقضية وطنية والنهوض بحقوق هذه الفئة وحمايتها عبر إدماجها كمكون من مكونات السياسات العمومية. وقدم المشاركون في هذا اللقاء، الذي انتظم في إطار ورشات علمية، مجموعة من العروض والمداخلات التي ركزت بالخصوص على إبراز دور المجتمع المدني في التعريف بوضعية هذه الفئة الهشة والإكراهات التي تعترضها سواء في البيت أو المدرسة وداخل المجتمع. كما تحدثوا عن الأدوار التي يجب ان تضطلع بها السياسات العمومية في مجال إدماج الأشخاص التوحديين والتي يجب أن ترتكز على مقاربة تأخذ بعين الاعتبار وضعية هؤلاء الأشخاص سواء في الجانب النفسي أو التربوي والطبي . كما تميز هذا اللقاء بعرض شريط سينمائي حول التوحد تلته مناقشة نشطها خبراء وفاعلون في مكونات وهيئات المجتمع المدني المهتمة بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة.