قال السيد ادريس اليزمي رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، اليوم الثلاثاء بالرباط، إن الحملة الوطنية التواصلية حول التوحد، التي تشمل عدة أنشطة لإذكاء الوعي والتعريف والتكوين حول التوحد طيلة شهر أبريل الجاري، تهدف إلى تعبئة الرأي العام والفاعلين الحكوميين وغير الحكوميين من أجل صياغة سياسات وبرامج تضمن الكرامة والمشاركة الكاملة لهؤلاء المواطنين. وأبرز السيد اليزمي، في لقاء مع الصحافة بمناسبة إطلاق تحالف الجمعيات العاملة في مجال إعاقة التوحد بالمغرب بدعم من المجلس وبتعاون مع منظمة جايسي الرباط والتحالف من أجل النهوض بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة بالمغرب لهذه الحملة تحت شعار "أنا مختلف مثلك"، أن هذه الأخيرة تشمل عدة محطات تهم على الخصوص تنظيم تظاهرة رفع الأضواء الزرقاء (رمز التوحد) إعلانا للتضامن العام والتفاعل مع انشغالات الأسر وتطلعاتها لضمان كرامة أبنائها المعنيين بالتوحد. كما تهم الحملة، يضيف السيد اليزمي، تنظيم القوافل الجهوية المخصصة لإذكاء الوعي محليا، واستغلال كافة المحطات والمنابر من أجل إذكاء الوعي بحقوق ذوي التوحد، ومناهضة القوالب النمطية التي تشكل مصدرا للإقصاء والتميز. واعتبر، من جهة أخرى، أن "التوحد يعرف انتشارا عالميا ولا يقتصر على مجتمع معين، غير أن آثاره السلبية على حياة الأفراد تتفاقم وتزداد تعقيدا في الدول النامية"، مبرزا أن الوقائع والدراسات أثبتت أن الأشخاص ذوي التوحد الذين سنحت لهم الفرص للاستفادة من التشخيص المبكر والتكفل التربوي والتأهيل المبكر والفعال، تمكنوا من العيش باستقلالية والمشاركة الاجتماعية الكاملة. من جهتها، قالت السيدة أمينة معاد رئيسة تحالف التوحد إن تبني مؤسسة وطنية مستقلة تعنى بالنهوض وبحماية حقوق الإنسان لقضية التوحد (المجلس الوطني لحقوق الإنسان)، يعتبر "يوما تاريخيا"، داعية إلى تناول إعاقة التوحد من زاوية "حقوق الإنسان وليس من أي زاوية أخرى". وأبرزت السيدة معاد أن هذه المناسبة تعتبر فرصة للتأسيس لمنطلق جديد في التعاطي مع هذه الإعاقة، معتبرة أن اعتماد دستور 2011 لمناهضة والقضاء على كافة أشكال التمييز على أساس الإعاقة، شكل دفعة قوية لمسار الأسر التي يعاني أحد أبنائها من إعاقة التوحد. من جانبه، أكد السيد محمد الخادري رئيس التحالف من أجل النهوض بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة بالمغرب أن الإعاقة لا ينبغي أن تشكل سببا للتمييز والتهميش والإقصاء، مشيرا إلى أن الإعاقة قضية تهم الجميع، وليس قطاعا حكوميا بعينه. واعتبر أن الأشخاص ذوي إعاقة التوحد لا يستفيدون من الإمكانيات الحالية بما فيه الكفاية، داعيا إلى تكوين مختصين في مجال التكفل بالأشخاص الذين يعانون من هذا النوع من الإعاقة وخاصة الأطفال منهم. من جهته، قال السيد ياسين بوغابة ممثل منظمة جايسي الرباط إن هذا اللقاء يشكل فرصة حقيقية للتطرق لموضوع إعاقة التوحد، مشيرا إلى الأعمال التي تقوم بها المنظمة من أجل التحسيس والتوعية بضرورة الاهتمام بالأشخاص ذوي إعاقة التوحد. كما أبرز المجهودات التي تبذلها المنظمة منذ نحو ثلاث سنوات خاصة على مستوى تشجيع الشباب على القيام بأعمال إيجابية داخل المجتمع وبالخصوص تلك المتعلقة بذوي الاحتياجات الخاصة. وتم خلال هذا اللقاء التوقيع على اتفاقية شراكة بين المجلس الوطني لحقوق الإنسان ومنظمة جايسي الرباط. يذكر أن منظمة الأممالمتحدة أقرت في 2008 الثاني من أبريل من كل السنة يوما عالميا للتحسيس بالتوحد. ويعد هذا اليوم مناسبة لإذكاء الوعي من أجل مناهضة كافة أشكال الجهل والإقصاء والتمييز تجاه الأشخاص المعنيين بهذه الإعاقة. ويعد التوحد، الذي تقدر الدراسات نسب انتشاره بما يعادل ولادة من كل مائة، أحد الاضطرابات العصبية-النمائية التي تظهر أعراضها الأولى خلال الثلاث سنوات الأولى من عمر الطفل. و تشمل هذه الأعراض الاضطرابات في التفاعل الاجتماعي والتواصل اللفظي وغير اللفظي والاهتمامات المحصورة المصحوبة بالسلوكات النمطية.