أبرز متدخلون في الملتقى الدولي الثالث للتبرع بالدم، الذي انطلقت أشغاله أمس الجمعة بوجدة، دور المرأة في تحسين وضعية التبرع بالدم، كقوة مؤثرة ومحرك أساسي في ترشيد السلوك الاجتماعي. وأكد السيد أحمد تهنوني، عن المركز الجهوي لتحاقن الدم بوجدة، خلال افتتاح هذا الملتقى، الذي تنظمه جمعية المتبرعين بالدم للجهة الشرقية، بمناسبة اليوم العالمي للتبرع بالدم، على أهمية تثمين عمل المرأة خاصة من خلال حضورها المتواصل في قطاع الصحة عموما ومراكز تحاقن الدم بشكل خاص، معتبرا في هذا الصدد المرأة والتبرع بالدم واقعا اجتماعيا وليس مشروعا اجتماعيا. وأشار إلى أنه لا يمكن الحديث عن دور المرأة بالجهة الشرقية، كفاعل اجتماعي في مجال التبرع بالدم، دون الرجوع إلى تاريخ تحاقن الدم والتبرع بهذه المادة الحيوية خاصة أن هناك علاقة تاريخية بين المرأة والتبرع بالدم بالجهة. من جهته، أكد السيد محمد أمين أفيلال، نائب رئيس جمعية المتبرعين بالدم للجهة الشرقية، أن المرأة يجب أن تفرض وجودها عبر العمل التطوعي وتبدع فيه، مضيفا أن نجاحها في هذا المجال يجعل المجتمع يقر ويعترف بقدرة نجاحها في ميادين أخرى. من جانبه، أكد مدير المركز الوطني لتحاقن وأبحاث الدم، السيد محمد بنعجيبة، أن تجربة الجهة الشرقية في التبرع بالدم فريدة من نوعها ورائدة يحق أن تشكل نموذجا يجب أن يحتذى به على الصعيد الوطني. واعتبر أن التبرع بالدم ليس فكرة موسمية بل يجب أن يكون مشروعا يتبناه المركز وكافة الجمعيات العاملة في المجال تضطلع فيه المرأة بدور الريادة، مؤكدا العمل ليس فقط على نشر ثقافة التبرع بالدم، ولكن التربية على التبرع بهذه المادة وجعله شكلا من أشكال المواطنة. ويشارك في أشغال هذا الملتقى، المنظم على مدى يومين بتنسيق مع المركز الجهوي لتحاقن الدم بوجدة تحت شعار "المرأة والتبرع بالدم.. مشروع اجتماعي"، العديد من جمعيات المتبرعين بالدم ومراكز تحاقن الدم بالمغرب وتونس وموريتانيا وفرنسا، فضلا عن فاعلين في مجالات الرياضة والفن والثقافة والاعلام. وتشكل هذه التظاهرة مناسبة للتواصل وتبادل التجارب والخبرات حول سبل انخراط المرأة في التحديات التي تطرحها قضية التبرع بالدم، والرفع من عدد المشاركات العاملات داخل جمعيات المتبرعين بالدم، إلى جانب إصدار توصيات تروم تفعيل مشاركة المرأة في التوعية بأهمية التبرع بهذه المادة الحيوية. ويتضمن برنامج هذا الملتقى، تقديم عروض ومداخلات حول مواضيع من قبيل "مواقع الجمال في التبرع بالدم"، و"وضعية المرأة في مشهد التبرع بالدم بالمغرب"، و"حضور المرأة في حقل التحسيس بأهمية التبرع"، و"المرأة وأمراض الدم..أي معاناة¿"، بالإضافة إلى تجارب الدول المشاركة. وقد تم على هامش هذا الملتقى تنظيم ورشة لبحث آليات رفع نسبة المتبرعين بالدم، بحضور بعض مشاهير الفن والإعلام والرياضة على المستوى الوطني والمحلي.