هل ما زلت تذكر نصيحة والديك، في مرحلة الطفولة بعدم وضع المال في فمك. هل التزمت يوماً بهذه النصيحة، أو غالباً ما حملت المال ومن ثم تناولت الطعام، أو وضعت يدك في فمك بلا غسلها. ويدرس علماء الوراثة في جامعة نيويورك سندات الدولارات لمعرفة كمية البكتيريا التي يحملها الأشخاص في محفظتهم. واتضح أن أنواع عدة من البكتيريا تعيش بكثرة داخلها. وحدد العلماء من آلاف الاتواع من البكتيريا على 80 ورقة من فئة الدولار في أحد البنوك في مانهاتن، أي ما يشكل فقط 20 في المائة من الحمض النووي غير البشري الموجود. ومن المعروف، أن البكتيريا التي تم تحديدها يمكن أن تتسبب بأي شيئ من حب الشباب إلى القروحات. الأوراق النقدية هي الأكثر احتواء على الجراثيم وكشف استطلاع للرأي صادر عن ماستركارد أن نحو 60 في المائة ممن استطلعت آراؤهم يعتقدون أن الأوراق النقدية هي الأكثر احتواء على الجراثيم والبكتيريا. وتضمنت قائمة أكثر الأشياء قذارة أيضاً أزرار المصاعد ومحطات الدفع في الشوارع، وكتب المكتبة، وفقاً للاستطلاع الذي شمل ألف شخص، في 15 دولة أوروبية. وكانت دراسة مستقلة، صادرة عن جامعة أكسفورد في أواخر العام الماضي، قد كشفت عن احتواء الورقة النقدية الواحدة على 26 ألف من البكتيريا، وهو عدد يكفي لانتقال الأمراض. وقال هاني فام، من ماستركارد، إن أياد كثيرة تتداول هذه الأوراق المالية لفترات طويلة، ومن الطبيعي أن تحمل الكثير من الجرائيم. وقد يرى البعض أن السبب الذي يدفع شركة مثل ماستركارد إلى إجراء هذه الدراسة هو رغبتها في ترغيب الناس باستخدام البطاقات الائتمانية أكثر من الأوراق النقدية، غير أن فام يقول: “أنا لا أروج للبطاقات الائتمانية، كل ما أقوله هو أن الناس بدؤوا باللجوء إلى طرق جديدة للدفع، ليس لأسباب النظافة فحسب، بل لسهولة استخدامها، وأسباب أخرى.” وقد أظهرت نتائج اختبارات كانت قد أجرتها باحثتان من جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن بالمملكة العربية السعودية ، أن نحو 72 في المائة من ورق العملات النقدية المتداولة محلياً ملوثة بأنواع متعددة من البكتيريا والفطريات، ودعم نتائجهما خبير في مجال المختبرات في وزارة الصحة مبيناً أن خطر تداول العملات الورقية يتفاقم وتزيد خطورته ومعدلات انتشاره في عدد من شرائح المجتمع تتمثل في العاملين في المصارف أو البنوك السعودية، المحاسبين في المطاعم، المتسولين، ومرتادي بقالات الأحياء الشعبية؛ بسبب تدني وتفاوت مستوى النظافة. وبينت الدراسة التي أجرتها الباحثتان سعاد الوكيل وليلى الناصر أن أكثر من 72 في المائة من عينة النقود المتداولة والتي تم جمعها في العاصمة الرياض عام 2010 وتم تحليلها، كانت ملوثة بالبكتيريا والفطريات، لافتة إلى أن استخدام مواد التعقيم والتطهير التجارية لم يكن فعالاً في القضاء على البكتيريا ولم ينجح إلا في حالة بعض الفطريات فقط. وأشارت الدراسة إلى أن مستوى التلوث كان مرتبطاً بقيمة العملة الورقية. وكانت أكثر حالات التلوث ضمن الأوراق الجديدة والقديمة من فئة الريال (بنسبة 37.2 في المائة)، وضمن الأوراق الجديدة والقديمة من فئة الخمسة ريالات (بنسبة 31.5 في المائة)، وفئة العشرة ريالات (12.0 في المائة)، وفئة الخمسين ريالاً (10.4 في المائة)، وفئة المائة ريال (8.9 في المائة). ولم تشتمل الأوراق من فئة 500 ريال على أي تلوث بكتيري أو فطري. وربطت الباحثتان نتائج دراستهما بنتائج دراسات عالمية في هذا المجال، حيث بينت دراسة أجريت في أستراليا عام 2010 بين عملات من عشرة بلدان مختلفة، أنه كلما كانت قيمة الورقة أدنى أو أقل قيمة مالية ازداد محتواها البكتيري. وأظهرت الدراسة كذلك أن عمر العملة الورقية والمادة المستخدمة في إنتاجها يؤثر على مقدار التلوث البكتيري. والجدير بالذكر أنه لا توجد بكتيريا آمنة بتاتاً سوى ما يعرف ببكتيريا ‘'اللبن'' وأن الأضرار الصحية التي من الممكن أن تنقلها بقية أنواع البكتيريا للإنسان كبيرة وقد تصل في بعض الحالات إلى خطر الإصابة بمرض الحمى المخية الشوكية والتسمم الغذائي، إذا ما العمل؟ للوقاية من الأمراض التي تنقلها هذه الجرائيم، يقترح الأطباء الحفاظ على النظافة العامة وغسل اليدين دائما، إضافة إلى إبقاء اليدين بعيدة عن العينين، والفم، والأنف.