أتحفت فرقة الدراويش التركية، خلال حفل أقيم مساء السبت بمدينة أبي الجعد بمناسبة اختتام فعاليات النسخة الرابعة لمهرجان "تعال إلى بيتي"، جمهور المدينة بنخبة من قصائدها الصوفية التي انبثقت عن قصة إبداع فني ورحي عريق. وصاحبت الفرقة، خلال حفل اختتام المهرجان الذي نظمته مؤسسة ثقافات العالم تحت شعار " نفس روحاني"، عشاق الفن الموسيقي الصوفي في رحلة الى عوالم روحانية من خلال وصلات موسيقية وأناشيد دينية باللغتين العربية والتركية. وتجاوب جمهور متعدد الشرائح حج بكثافة لمتابعة هذا العرض الموسيقي الفريد، مع فقرات الحفل على إيقاعات متميزة، وبخاصة أنشودة "اللهم صلي على سيدنا محمد". وتعرف الجمهور، الذي تنوع بين مغاربة وأجانب، خلال الأمسية الموسيقية على خصوصيات ثقافية وفنية تمثلت في زي الراقصين "الدوارين" المتناغم بين الأبيض والأسود والقبعات الطويلة فضلا عن جذبتهم الروحية. كما شكل العرض الموسيقي للفرقة، المكونة من 13 عضوا منهم خمسة راقصين ، مناسبة تعرف من خلالها الجمهور الحاضر على جزء من الثقافة التركية ومميزات أداء المجموعة التي أسسها المتصوف الأكبر جلال الدين الرومي في القرن الثالث عشر. وأكد رئيس مؤسسة ثقافات العالم إدريس العلوي المدغري ، في تصريح بالمناسبة، أن النسخة الرابعة للمهرجان حققت جميع أهدافها خاصة على صعيد التواصل والتفاعل مع الجمهور بكل من مدينتي أبي الجعد وخريبكة، حيث عاش الأهالي خلالها على إيقاع برامج متنوعة من عروض موسيقية وقراءات شعرية ووصلات غنائية وفقرات موجهة للأطفال، مؤكدا أن نجاح هذه الدورة يشجع على مواصلة المسيرة الفنية والثقافية للجمعية. وأضاف أن الجمعية تتطلع من خلال تظاهرات من هذا الحجم الى النهوض بالثقافة المغربية والقيم المؤسسة على الحوار واحترام الآخر عبر التفاعل وتلاقي ثقافات الدول المشاركة وإرساء حوار حر بين المبدعين والفنانين من كل أنحاء العالم. من جانبه، قال مدير معهد يونس أمرة بالرباط باريش دمير إن مشاركة فرقة الدراويش ضمن فعاليات المهرجان تأتي في سياق التعاون والشراكة التي تجمع المعهد بمؤسسة ثقافات العالم بإشراف من وزارة الثقافة التركية، مشيرا إلى أن سفارة بلاده دعمت النشاط الأول للمعهد بالمغرب من خلال مشاركة الفرقة في مجموعة من التظاهرات الثقافية والفنية المنظمة بعدد من المدن المغربية. وأبرز أن المعهد، الذي يحظى بدعم الجمهورية التركية، يروم بالإضافة إلى التعريف بالثقافة التركية، تعزيز التعاون بين تركيا والمغرب في جميع المجالات. وشارك في هذا الحدث الثقافي، الذي نظم بعد دورات الدارالبيضاء ومدينة لوكا الإيطالية ومراكش ، عدد من الفنانين المحليين والدوليين من مختلف مجالات الفن والإبداع وكذا محاضرون وكتاب وعلماء الاجتماع. يذكر أن فقرات المهرجان تضمنت تنظيم معارض وسهرات فنية وقراءات شعرية وعرض أفلام وتقديم عروض في الفن التشكيلي والمسرح والرقص وورشات حول الفن التشكيلي وكذا تنظيم زيارات استكشافية وثقافية لمدينتي خريبكة وأبي الجعد.