أجرى الحوار : حسن مبارك اسبايس هومبرتو كويلهو، مدرب المنتخب الوطني المغربي الأسبق ما بين 2000 و2002، ونائب رئيس الاتحاد البرتغالي لكرة القدم حاليا، أدلى لنا بحوار سريع حاولنا من خلاله التطرق لجوانب مهمة من التحول الذي تعيشه كرة القدم الوطنية خصوصا في ظل انتخاب رئيس جديد للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وعملية اختيار المدرب القادم للأسود وبعض أسباب تراجع المنتخب الوطني وأمم أفريقيا بالمغرب مطلع العام القادم، فكان الحوار التالي: - السيد كويلهو بحكم معرفتك بكرة القدم المغربية من خلال إشرافك على تدريب المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم في الفترة مابين 2000 و2002، ماذا يمكنك أن تقول لنا عن كرة لاقدم المغربية؟ - أولا دعني أخبرك شيئا شخصيا يتعلق بي وهو أني أكن الحب والتقدير للمغرب وللجمهور المغربي ولكرة القدم المغربية. صحيح أن الحظ لم يحالفنا خلال إشرافي على المنتخب على الرغم من تحقيقنا لنتائج مهمة خصوصا في تصفيات كأس العالم 2002 حيث تغلبنا على منتخبات قوية ومنافسة مثل مصر والجزائر وحتى السنغال ولم نتأهل بفارق نقطة على السنغال على كل حال أنا محتار شأني شأن كل الجمهور المغربي عن السر وراء عدم تمكن المنتخب المغربي من بلوغ نهائيات كأس العالم على الرغم من أنه يتوفر على لاعبين جيدين محليا ودوليا بإمكانهم تحقيق الهدف ولكني على ثقة بأن المغرب لديه من الإمكانيات ومن اللاعبين وأيضا من المسؤولين على الكرة ما يساعده على تحقيق ذلك واتوقع أن يكون ذلك في السنوات القليلة القادمة سواء في التأهل لكأس العالم او باقي المسابقات المهمة. - برأيك ماذا ينقص المنتخب المغربي لتحقيق طموح جماهيره المتعطشة خصوصا في ظل توفر عناصر ولاعبين شباب متميزين قادرين على التنافس على أعلى المستويات ويلعبون لكبريات الأندية العالمية؟ - هذا ما يحيرني أيضا لكن في اعتقادي ما ينقص هو إعطاء الوقت والفرصة سواء لللاعبين أو المدرب وحتى الجامعة لإظهار النتائج وعدم التسرع في الحكم أو التوقف عند أول إخفاق وتغيير المدرب والتعاقد مع آخر. أعتقد أن ما حدث معي مثلا عندما كنت مدربا للمنتخب المغربي يدخل ضمن هذا الباب أي التسرع في الحكم واتخاذ القرار لأنه أعتقد أننا كنا نسير في الاتجاه الصحيح وكنا بدأنا في بناء منتخب جيد يقارع كبار القارة وفزنا على منتخبات قوية كمصر والجزائر وتعادلنا مع السنغال بمزيج من اللاعبين المحليين والمحترفين، وأعتقد أنه حان الوقت لاستخلاص الدروس من الماضي ومنح الفرصة للمدرب القادم ودعمه وتوفير المناخ المناسب للعمل. وكل ما أتمناه أن أرى المنتخب المغربي في مكانته التي يستحقها بين الكبار لأنه منتخب كبير ويلعب كرة قدم جميلة. - الآن ربما تابعت انتخاب مكتب جامعي جديد ورئيس جديد للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، لكن لحد الآن لم يتم اختيار المدرب المقبل للمنتخب ماذا تقول لنا في هذا الصدد؟ ثم من برأيك المدرب الأنسب أو المدربين المناسبين لقيادة المنتخب المغربي في هذه المرحلة؟ - كويلهو: نعم سمعت بانتخاب رئيس جديد للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وسمعت أنها تضم مجموعة من الوجوه الشابة وأتمنى أن تكون لها القدرة على إعادة الكرة المغربية إلى الواجهة قاريا وعالميا وأن تطور من مستوى المنافسة على مستوى العصبة الوطنية (الدوري المغربي لكرة القدم) لأنها الرافد الذي يغدي المنتخبات المغربية، أما بخصوص المدرب أو المدربين المرشحين لست عضوا في لجنة الاختيار لأعلن رأيي لكن بحكم معرفتي بعض الشيء بكرة القدم المغربية فإن من بين الشروط التي يجب أن تتوفر في كل مرشح لمنصب مدرب المنتخب المغربي هي أن يكون ذا دراية وعلم كاملين بخبايا الأمور وبالثقافة الكروية المغربية بالواقع المغربي وايضا بتاريخ كرة القدم المغربية التي سجلت اسمها منذ عقود على الساحة العالمية من خلال تقديم مستويات عالية في بطولة كأس العالم، وأن يكون على علم بالعقلية وبمستوى العيش في المغرب وأن تكون له القدرة على التأقلم مع مع الحياة في المغرب وهذه عوامل مهمة جدا لكل مدرب أراد أن ينجح في مهامه في المغرب وبالإضافة إلى ذلك يجب أن يعلم أن الجمهور المغربي ذكي ويفهم كرة القدم ويعشق اللعبة بجنون وأعتقد أن هناك عدد كبير من المدربين الذين لديهم القدرة والمؤهلات لقيادة المنتخب المغربي في المرحلة الراهنة بشرط أن يعطوا كل ما عندهم وأن يعيشوا هاجس الشارع الرياضي المغربي كما أعتقد أن المدرب القادم يجب أن يكون على دراية بكرة القدم المغربية وواقعها في المجمل وليس فقط بالمنتخب الأول والعمل مع المدربين المحليين والاستشارة معهم وأخذ رأيهم إن هو أراد أن يقود المنتخب نحو تحقيق إنجازات جيدة، واتصور أن المكتب الجامعي الجديد بدوره سيعمل مع الجميع من أجل النهوض الشامل بكرة القدم المغربية من العمل مع العصب والأندية وكل المكونات. - أين تتجلى قوة المنتخب المغربي حاليا برأيك ؟ - أعتقد أن هناك مواهب لا حسرة لها في المغرب سواء داخل الدوري المحلي أو في العناصر التي تمارس في الخارج اعتقد ما ينقص هو الاستفادة والمزج بين اللاعبين المحليين والمحترفين بعيدا عن المزايدات والحسد بين اللاعبين وعلى الجميع أن يتحلى بالحس الوطني وهذا هو المهم في الوقت الراهن وعلى المدرب أن يختار اللاعب الجاهز الذي يقدم الإضافة سواء من المحليين أو من المحترفين ويركز على اللاعب الذي سيحمل الإضافة والفاعلية الجيدة وأن يشعر كل لاعب بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه في حمل القميص الوطني وأن يعمل من هذا المنطلق، لأن المنتخب الوطني المغربي في غاية الأهمية بالنسبة للشعب المغربي وللجمهور المغربي لأنه يمثل بلدا بكامله وليس شريحة معينة، وعلى اللاعبين إدراك هذا جيدا والعمل عليه. - ليس هنالك الوقت الكثير للمدرب القادم خصوصا وأن المغرب يحتضن نهائيات أمم أفريقيا في مطلع السنة القادمة؟ - أعتقد ومن خلال معرفتي بالمغرب والمغاربة أنهم بارعون في التنظيم وليس لذي أدنى شك من حيث القدرة الجيدة والناجحة في التنظيم، وأيضا كونهم شعب مضياف ويتقنون الاستضافة والضيافة، هذا عن تنظيم البطولة الأفريقية، لكن بالنسبة لاختيار المدرب وعمله أعتقد أنه بات من الضروري الإسراع بتسمية المدرب القادم حتى يتسنى له ترتيب الأوراق ووضع خطة عمل للإعداد الجيد "للكان" خصوصا وأن البطولة على الأرض وبين الأنصار مما يضع ضغطا كبيرا على الجميع، مدرب وجامعة ولاعبين وحتى الجمهور، ولذلك يجب الإسراع في عملية تسمية المدرب وعدم ضياع الوقت في الاختيار لأن كرة القدم تبنى على فلسفة "اليوم وليس غدا" كلما تعلق الأمر بالنتيجة، والمدرب الجديد مطالب بالتأقلم والمعرفة الجيدة بالأمور لذلك كلما كانت السرعة والدقة في الاختيار كلما كان أفضل. - السيد كويلهو: هناك عدد مهم من الجماهير المغربية تنادي بالتعاقد مع بادو الزاكي مرة أخرة مدربا وهو الذي كان استلم المنتخب مباشرة عقب فسخ التعاقد معك سنة 2002؟ - أعرف المدرب بادو الزاكي جيدا منذ فترة ليست بالقصيرة، فهو مدرب كفء ولديه من الإمكانيات والخبرة ما يجعله أحد المرشحين الجيدين لقيادة المنتخب في هذه الفترة ولديه فلسفة خاصة ويتمتع بالقدرات والخبرة والدراية بخبايا كرة القدم المغربية وقوة الشخصية ما يجعله أهلا لقيادة المنتخب الأول وأعتقد أن الجمهور يحتفظ للزاكي بذكريات جميلة سواء كلاعب أيام كان أحد عمالقة حراس المرمى في العالم أو حتى عندما تولى قيادة المنتخب في نهائيات أمم أفريقيا سنة 2004 لكن كما قلت في البداية أنا لست مؤهلا لترشيح اسم دون آخر والأمر بيد الجامعة والمسؤولين عن اختيار المدرب وأكرر أن الوقت لا يسعف ويجب اتخاذ القرار المناسب وبأسرع وقت ممكن لكشف هوية المدرب الجديد مهما كانت، وأتمنى للمنتخب المغربي كل التوفيق لأني أحتفظ بعلاقة طيبة مع كرة القدم المغربية والجمهور المغربي. - أنت الآن تشغل منصب نائب رئيس الاتحاد البرتغالي لكرة القدم، هل غيرت السكة من التدريب إلى الإدارة؟ - صحيح أنني اليوم أشغل منصب نائب رئيس الاتحاد البرتغالي لكرة القدم الذي يرأسه زميلي فيرناندو غوميز، لكن العمل في الاتحاد لا يعني أني تركت مهنة التدريب لأن العمل في الاتحاد هو ضمن تخصصي وإن كنت لا أشرف مباشرة على الأمور الفنية للمنتخبات البرتغالية لكن لما تكون مارست التدريب على أرض الميدان وتعاملت مع مسؤولين في الاتحادات التي أشرفت على تدريب منتخباتها تتراكم لديك تجربة غنية تضاف إليها تجربتك كلاعب كرة قدم فتصبح أكثر أهلية لقيادة الاتحاد باقتدار.