أكد المشاركون في الدورة التاسعة لتظاهرة بطاقات الأداء إفريقيا، اليوم الخميس بمراكش، أن استخدام تكنولوجيات بطاقات الأداء بإفريقيا شهد تطورا ملموسا غير أنه يبقى ضعيفا مقارنة مع قطاعات الأنشطة أخرى. وأضافوا خلال هذه التظاهرة، التي تنظمها وكالة "إي كونفيرانس" بشراكة مع (ماستر كارد) والمراكز النقدية بمنطقة شمال ووسط وغرب إفريقيا، أن القارة السمراء تعد قارة صاعدة وتتوفر على دعامات لتحقيق التنمية وعلى رأسها القطاع البنكي الذي عرف تطورا على مستوى استخدام بطاقات الأداء البنكية غير أنه لا يرقى إلى الطموحات المنشودة وذلك بسبب ضعف معدلات الاستبناك. وسجلوا، في هذا السياق، أن وتيرة استخدام البطاقات الإلكترونية في بعض الميادين تعد جد كبيرة، كما هو الشأن بالنسبة لبطاقة التعريف الوطنية وجوازات السفر البيومترية في حين أن الأمر لا ينطبق على الخدمات المالية. كما أكدوا أن الانخراط الفعال لدول المنطقة من أجل إرساء دينامية جديدة فيما يتعلق باستخدام هذه التكنولوجيات يكتسي أهمية كبيرة ويعد ضروريا، مشيرين إلى أن التقاء وتجانس الإرادة السياسية مع الاستراتيجيات ومخططات العمل من شأنه أن يحفز الاستعمال المكثف للبطاقات سواء في ما يتعلق بالخدمات البنكية أو الإجراءات الإدارية الحكومية. وقال رئيس "إي كونفيرانس" حسن علوي إن عدد بطاقات الأداء الالكترونية بالقارة الإفريقية التي تتوفر على سوق يضم حوالي 350 مليون مستهلك، عرف منذ 2006 تطورا ملموسا حيث وصل هذا العدد إلى حدود اليوم ما يقارب 25 مليون بطاقة أداء. وأكد على ضرورة مواكبة هذا القطاع وبحث الآليات الكفيلة بتشجيع ونشر استخدام بطاقات الأداء الالكترونية على نطاق واسع من أجل إضفاء دينامية على القطاع البنكي بالمنطقة، مبرزا أنه يتعين على دول المنطقة أن تضطلع بدورها في النهوض بمستقبل بطاقة الأداء. وسجل، من جهة، أخرى، أن اعتماد إستراتيجية لتنمية القطاع البنكي من خلال استعمال وسائل أداء حديثة يتطلب تبني إطار قانوني ملائم وطريقة أداء تتلاءم مع المعايير الدولية الجديدة المعتمدة في هذا الميدان. من جهته، قال مدير الاقتصاد الرقمي بوزارة الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي السيد بوبكر بدر، إن المغرب شهد قفزة هامة في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال التي تتيح مزيدا من فرص الأعمال من خلال التحفيز على خلق قنوات جديدة للتبادل، مضيفا أن قطاع الأداء بالبطاقات يعد من بين القطاعات التي استفادت أكثر من هذه الدينامية وهو ما يعكسه التطور الكبير المسجل في هذا المجال خلال السنوات الأخيرة. وسجل، في هذا السياق، أن عدد البطاقات البنكية المسلمة من قبل البنوك المغربية تجاوزت سقف 10 ملايين بطاقة، وأن الأداء عن طريق الانترنت بواسطة البطاقة البنكية لفائدة مواقع تجارية لها ارتباط بمركز النقديات بلغت حوالي 4ر1367 مليون درهم سنة 2013 مقابل 30 مليون درهم سنة 2008، كما أن عدد العمليات الأداء عن طريق الانترنت تجاوزت 9ر1 مليون عملية مقابل تسعة آلاف عملية في 2008. وبعد أن ذكر بأهم محاور الإستراتيجية الوطنية "المغرب الرقمي 2013"، أشار السيد بوبكر بدر إلى أن وزارة الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي منكبة، في إطار ضمان استمرارية هذه الإستراتيجية، على إعداد محاور وأولويات الإستراتيجية الجديدة والتي من بينها تطوير الأداء والتجارة الالكترونيين واللذين يحظيان بالأولوية مع إدماج البعد الإفريقي. وشددت باقي المداخلات على أهمية الانتقال من وسائل الأداء البنكية التقليدية إلى استخدام بطاقات الأداء الالكترونية بالقارة الإفريقية وتشجيع ساكنة القارة على استخدام هذه البطاقات، مشيرين إلى أن اللقاء يعد مناسبة سانحة لتبادل الأفكار والتجارب والخبرات في هذا الميدان وكذا للتفكير في أنجع السبل التي من شأنها المساهمة في نشر تكنولوجيات الأداء الالكترونية على نطاق واسع وضمان استخدامها بشكل آمن. وتشكل هذه الدورة، المنظمة على مدى يومين والتي تعرف مشاركة العديد من البنوك الإفريقية، مناسبة للنقاش حول الآفاق الجديدة للبطاقة البنكية، والتوجهات الرئيسية في مجال الأداء، فضلا عن موارد تحقيق النمو من أجل تطوير استعمال التكنولوجيات الحديثة. كما يناقش المشاركون الدور الذي يتعين على الدول الاضطلاع به وإشكاليات الأمن والتزوير، حيث ستشكل أرضية محورية حقيقية للتسويق بين المؤسسات، تجمع بين القرب والتشبيك، لفائدة أزيد من 500 مهني في المجال النقدي ووسائل الأداء بالمنطقة. وتعمل تظاهرة بطاقات الأداء إفريقيا، منذ انطلاقها في 2006، على الترويج للتكنولوجيات الحديثة لبطاقات الأداء بالقارة الإفريقية وكذا تطويرها.