وجدت دراسة اميركية حديثة أن الضحك يمكن أن يكون أفضل وسيلة لتحسين الذاكرة، حيث تبين أن كبار السن يصبحون أكثر قدرة على تذكر الأشياء عندما يضحكون. ويقلل الضحك من مستويات الإجهاد الذي قد يؤثر سلباً على الذاكرة، بحسب تقرير نشرته صحيفة "دايلي ميل". وأجريت الدراسة على 20 شخصاً من البالغين، طُلب منهم مشاهدة فيديو ترفيهي مدته 20 دقيقة، وفي الوقت نفسه طُلب من مجموعة أخرى الجلوس في هدوء دون مشاهدة الفيلم. وعند اختبار قياسات الذاكرة على المجموعتين تم أخذ عينات من اللعاب لمعرفة مستويات الكورتيزول، وأظهرت النتائج أن أداء الذاكرة القصيرة لدى الذين شاهدوا الفيديو المضحك كان أفضل ممن لم يضحكوا. وتبين أيضاً أن مستويات الكورتيزول في لُعاب الذين ضحكوا كان أقل كثيراً. وقال مؤلف الدراسة غوريندر باينس: "تصبح القدرة على التعلم واستدعاء الذاكرة تحدياً مع التقدم في العُمر، لكن الضحك مع الأصدقاء، أو مشاهدة برنامج مضحك يساعد على التعامل مع ضغوطات العمل اليومي". وأضاف: "الشخصيات الأقل تشدداً والأكثر مرحاً يميلون إلى تكوين ذاكرة أفضل". ويزيد الضحك من مستويات الأندروفين في الجسم، ويؤدي ذلك إلى الإفراج عن مادة الدوبامين في الدماغ التي تمنح شعوراً بالسعادة، ويتسبب ذلك في يزيد من سرعة موجات الدماغ وبالتالي تحسن الذاكرة. وذكرت دراسة أجراها باحثون فرنسيون، في معهد "إيفوب"، أن الضحك له فؤاد علمية كثيرة فهو له تأثير كبير على الجهاز الهضمي، إلى جانب أنه يخفف من حدة الضغط النفسي والآلام. وأشارت الدراسة إلى أن 74% من الفرنسيين يضحكون من أجل تخفيف الآلام الناتجة عن سوء الهضم، ويرجع السبب وراء ذلك إلى إفراز "الأندورفين" أثناء فترة الضحك. وأثبتت دراسة علمية بريطانية أن الضحك يمكن أن يزيد من تحمل الشخص للألم، حيث إن الضحك مع الأصدقاء يزيد من إفراز المخ لمادة تحسن من مزاج الشخص والتي دائماً ما يفرزها المخ عند ممارسة الرياضة. وأشار كاتب الدراسة روبين دنبار أستاذ علم النفس بجامعة اكسفورد إلى أن الضحك يساعد الشخص عندما يتعرض للأذى، كما أن الضحك من القلب يمثل تمرينا جيدا لعضلات الصدر والرئتين. وفي بعض الدراسات شاهد نصف أفراد العينة فيديو كوميدي، بينما شاهد الآخرون مادة مملة مثل تعليمات لرياضة الجولف أو تدريبات الحيوانات الأليفة. وخلصت الدراسة إلى أنه كلما شارك الشخص في مواقف اجتماعية تبعث على الضحك، كلما زادت قدرته على تحمل الألم، وهو الأمر الذي قد لا يعجب شركات الأدوية، إلا أنه قد يكون أحد الوسائل الناجحة لتقليل التكلفة العلاجية بالمستشفيات.