أجدني مضطرا للعودة للحديث عن حديث الثلاثاء المنصرم، حيث حاولت إبداء ملاحظات حول مسيرة بعض النقابات ليوم الأحد 06 أبريل... لكن بعض الصحف والمواقع غريبة الأطوار خرجت بعناوين كبيرة، وأخرى صغيرة، تكذب فيها عَلَيَّ بالمباشر والواضح ...وتحملني كلاما لم أقله تماما...والوقائع كالتالي، ولكم أن تحكموا... كتبت حديثي الثلاثاء المنصرم 15/04 ومحتواه موجود على هذه الصفحة بالتمام والكمال. خرجت جريدة "الأحداث المغربية " في عددها ليوم الجمعة 18/04 بمقال على الصفحة الأولى بالبنط العريض :
" الوزير بوليف يهدد بتفجير الحوار بين ابن كيران والنقابات".
لاحظوا معي جيدا كل هذا التعبير وهذا الشحن الموجه، وكيف أن مقالي بصفحتي يهدد حوارا كبيرا يعقد عليه المغاربة آمالا اجتماعية هامة ... وتتابع الجريدة بعنوان آخر في نفس صفحتها الأولى: "محمد نجيب بوليف : مسيرة النقابات كانت رديئة وضعيفة ومخجلة"... وكل هذا كذب وبهتان وافتراء... لم أَقُلْهُ أنا أبدا، بل أخدته الجريدة عن موقع حزب العدالة والتنمية (16/04) ، وهو قراءة واجتهاد لأحد صحفيي الموقع، الذي عبر عن رأيه الخاص، غير أن الجريدة نسبته إلي... مما قد ( ولن أدخل في النوايا) يوحي إلى أن :
جريدة "الأحداث المغربية" لم تقرأ ولم تَطَّلِع على مقالي، وبَنَتْ عليه نتيجة كبيرة (تهديد حوار بانفجار) في صفحتها الأولى... ولكم أن تقدروا حجم هذه التصرفات...
بل إن الجريدة اتصلت بأحد القياديين البارزين في إحدى النقابات المشاركة، وأبلغته أني قلت ذلك، فعلق القيادي دون أن يطلع على حقيقة ما قلته أنا بقوله:" إذا كان نظر الوزير ضعيفا فطبيعي أن يرى المسيرة ضعيفة"... وهكذا تتناسل المواقف... ويتخذ موقف من الوزير بناء على أمور مكذوبة عليه .... والأدهى من ذلك أن مواقع وجرائد أخرى تلقفت هذا الخبر الكاذب، وجعلته على صفحاتها... (نموذج جريدة الأخبار في عددها ليوم 21 أبريل في الصفحة ما قبل الأخيرة... حيث قالت: "بوليف:مسيرة النقابات كانت رديئة وضعيفة ومخجلة" وعلقت على ذلك "يكما صيفتي شي تقرير عليها لشي دولة أجنبية عاوتاني"... وهكذا تتناسل الرداءة الصحفية التي لا ترجع إلى أصل الأشياء... ولا تتثبت من الأمور... ولو كان فيها قذف ذمم الأشخاص...) ولو كلفت جريدة "الأخبار" نفسها عناء قراءة جريدة "الأحداث المغربية" ، عدد يوم السبت 19 أبريل، لوجدت أن هذه الأخيرة، (بعدما استفسرناها ووَضَّحنا لها حقيقة الأمور وأرسلنا لها بلاغا تكذيبيا) أوردت مقالا توضيحيا (بالصفحة الرابعة وليس الأولى) .... بعنوان : " الوزير بوليف لم يصف مسيرة النقابات بالرديئة والمخجلة"... اعترفت بأن مقالها المعلوم "اعتمد في مصادره على عملية إعادة النشر الذي قام بها الموقع الإلكتروني لحزب العدالة والتنمية"، وأن "الجريدة سقطت في خطأ مهني، تم فيه الخلط بين ما قاله الوزير، وبين التعليق الذي أضافه الصحفي الذي حرر الخبر في الموقع الإلكتروني لحزب العدالة والتنمية ....".
وبعد ذلك اعتذرت للوزير عن "هذا الخلط واللبس الذي قد تكون نتجت عنه استنتاجات وتداعيات سياسية، ولم يكن يحكمها أي سوء نية من طرف الجريدة"... نعم ، كانت هناك تداعيات، نعم كانت هناك ردود لبعض الهيئات النقابية،... إلخ... ومع ذلك أهنئ الجريدة على اعتذارها لما اتضح لها خطأها، وأسجل أنها قالت أن ذلك لم تحكمه سوء نية... وأترك لمتصفح صفحتنا حرية التعليق على مثل هذه الأحداث، التي تَضُر أكثر مما تُصلح ... وأرجو من صحافتنا النبيلة أن تتصل بعين المعلومة قبل إخراجها، فيوجد بالوزارة مكلفون ومستشارون بالإعلام، يمكنهم مدها بالأخبار الحقيقية.
وهي فرصة لإعادة التنويه بالعمل النقابي الجاد والبناء والمسؤول، وبالمركزيات النقابية التي تدافع عن كل العاملين ، والتي تعتبر جزءا من المنظومة السياسية والاجتماعية التي لا غنى لبلادنا عنها.