حتى نُريح آذاننا ونستريح من عناء اللغط ، نقول ببساطة: إن الأمة الإسلامية جمعاء - وليس جماعة العدل والإحسان فقط - تعشق بيت الزوجية لكن وفق قوله صلى الله عليه وسلم : " إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض " . لكن لا علينا بإلقاء كلام ملقن ، تلقينا مخزنيا ، ولا علينا بمرسول زواج المتعة يغمز و يلمز محذرا الجماعة من العنوسة السياسية .المسألة أبعد بكثيرمن رؤية الأنف . المسألة هي في الأساس الذي يحدد استقامة بيت الزوجية أو اعوجاجه وما بُني على باطل فهو باطل . و الذين يترجمون حفظ الفروج صونا للكرامة إلى عنوسة ، يُقوّلون العرب ما لم يقولوا ولم يقصدوا . رحم الله أجدادنا حيث عبروا عن كبريائهم بقولهم : " تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها " وإذا جاز لي تحوير هذا المثل في بلد قيل عنه ما دمت فيه فلا تستغرب قد أقول : " تعنس الجماعة ولا تلجأ الى زواج المتعة " . لا حرج على الأستاذ بنكيران إذا هو هام عشقاً بزواج المتعة سياسيا ما دامت المقولة تقول " من الحب ما - صمقل - عفوا أقصد قتل " غير أن وضع النقاط على الحروف لكشف الوهم و تنوير الفهم فيصبح المرء على بينة وعلم ، لا تفسد للجدال قضية . زواج المتعة السياسي الذي يدعو اليه بنكيران لست أدري هل نسي أما تناسى بأن نفس الزوج / المخزن قد اعتدى على أحد أبنائه البررة سبا وضربا ثم سحلا رغم أن الزوج تعهد باحترام شروط الزواج المتمثلة في دستور 2011 والتي تنص على حق التظاهر سلميا . والأمر هنا يتعلق بحادث الاعتداء على البرلماني عبد الصمد الإدريسي، قرب قبة البرلمان من طرف القوات العمومية . من صنف شر البلية ما يضحك أن بعض الناس اليوم يبرئون المخزن من كل اعتداء أو تجاوز رغم أن المخزن اعترف بنفسه بفترة التجاوزات مسميا إياها " سنوات الرصاص" . ما من عهد أصبحت فيه الرذائل أمهات الفضائل على هذا النحو ، لهذا يبدو تحذير بنكيران الجماعة من مغبة العنوسة السياسية بمثابة دعوة الى التعايش القسري بين النقائض و تجاوز أو تجاهل الفارق بين مفهوم الطهارة وما يقابله من الدعارة . وهو بغمزه هذا كمن يتاجر في التدخين فيبدل أقصى ما في جهده ليغري المدخنين بمتعة السيجار، مغيبا ما يصيب قلب المدخن ورئته وشرايينه وجيرانه وبيئته و.. من ثلوت وأخطار .!