القت ام فادي رأسها على كفها وقالت "شو اعمل يا بنتي ها هي صبية امامك ما شاء الله عليها وما فيها أي عيب تجاوز عمرها الثلاثين ولم تتزوج شو بدنا نعمل ... نصيب .. لما ييجي النصيب ". فيما قال اسامة الذي تجاوز عمره 35 عاما " لم اتمكن من الزواج لعدم توفر الامكانيات، فلا توجد عندي قدرة مالية على استئجار مسكن او شراء شبكة او دفع مهر، فانا عاطل عن العمل مثل غالبية الشباب في غزة، ومثلي لا ترغب العائلات بتزويجه بناتهم". أما موسى فقال وكأنه يندب حظ بناته العاثر " انا أب ل 3 بنات اعمارهن 21 و 24 و 27 سنة، وانا مستعد لتزويجهن دون مهر او شبكة او أي شروط باستثناء ان يكون للمتقدم دخل ثابت". ويضيف لكن المشكلة اليوم ان الشاب يبحث عن عروس عمرها بين 17 او 18 سنة، يعني حتى البنت الصغيرة يمكن فاتها القطار. اما ابتسام فقالت وهي مكسورة الخاطر" اصبح عمري 29 سنة ولم اتزوج، رغم انني جميلة واحمل شهادة علمية، واخلاقي الحمد لله، وليس لي مطالب، فيما اخواتي اللواتي يصغرنني سنا تزوجن وعندهن اطفال، ولذلك حالتي النفسية سيئة جدا في معظم الاوقات، وقد حاولت الانتحار، لانني اشعر بالنقص والعار، بل يراودني شعور بانني جلبت العار لأهلي. وعندما قالت لها زميلتنا خلود زاهر في سياق تحقيق كانت تجريه لوكالة الانباء العربية، "انك ما زلت شابة وان الفرصة ما زالت امامك" .. قالت ابتسام وقد ارتسمت معالم الاحباط على وجهها المليح " يا ستي أي فرصة انت ما بتعرفي ان البنت في غزة بتعنس في العشرين". في غزةوفلسطين بشكل عام مثلها مثل باقي البلدان العربية تتفاقم ظاهرة العنوسة بفعل مجموعة من الاسباب منها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدينية، ونجد المتخصص في علم الاجتماع يعلي من وزن الاسباب الاجتماعية، فيما المتخصص في علم النفس يعلي من الاسباب النفسية، وهكذا كل متخصص في مجاله يعطي وزنا اكبر للعامل المرتبط بتخصصه، ومما لا شك فيه ان كل العوامل السلف ذكرها تلعب دورا كل منها بنسب متفاوتة وحسب ظروف كل حالة على حدة في الحيلولة دون زواج الفتاة، كما تتباين اوزان هذه العوامل من بلد الى اخرى. وباعتقادي ان الاقتصاد يلعب دورا مركزيا في تفاقم هذه المشكلة ، وحتى لا يكون هذا التعبير مبهما نظرا لشموليتة وفضفاضيته، فانني احدد ان المقصود به في هذا المقال هو الفقر، أي ان الفقر هو الذي يلعب الدور المركزي في مشكلة العنوسة، حيث انه (أي الفقر) يمثل الظاهرة الاولى والمباشرة لتدهور الوضع الاقتصادي في المجتمعات. البنت البايرة ...!! يطلق لقب العانس في العادة على الفتاة التي تتجاوز سنا معينا دون ان تزوج، مع انه يشمل ايضا الرجل الذي لم يتزوج وان كان اللقب الغالب على الرجال هو العازب. وفي اللهجات الشعبية في كثير من البلدان العربية يطلق على التي لا تتزوج بعد ان تبلغ سنا معينا لقب "بايره" كما في بلاد الشام والمغرب العربي، وهو ذات التعبير الذي يطلق على الارض فيقال "بارت الارض" أي فسدت ولم تعد تعطي ثمرا، لذا فاستخدام لفظ "بايرة" على الفتاة التي تبلغ سنا معينا ولم تتزوج كانه يشير الى انها لم تعد مجدية للزواج الذي يفترض ان تكون ثمرته انجاب اطفال. وكما هي الارض "البايرة" ليست لها قيمة فالفتاة العانس ليس لها قيمة او وزن، فيلحقها الاهمال والعار، وتشعر بالدونية والوحدة، وترى بنفسها عبئا على اسرتها وعلى المجتمع باسره، وتعاني من تبعات الفقر اكثر من غيرها من الفتيات خصوصا اذا كانت غير متعلمة، وتزداد الضغوط على العانس كلما كانت تنتمي للفئات الاكثر فقرا ومحافظة. ولا اظن ان هناك خلافا بين الباحثين والمتخصصين حول ان الفقر مسببا رئيسيا للكثير من المشكلات ومنها مشكلة العنوسة. ولذلك نرى ان نسب العنوسة في اوساط الطبقة الفقيرة وفي الريف اعلى منها في اوساط الطبقات الثرية والمدينة. تقول عواطف من احد مخيمات الاردن انني محرومة من كل شيء فانا لا اشتغل واتحمل اعباء المنزل كلها فوالدي متزوج من اثنتين ولدي 9 اخوة واخوات اكبرهم عمره 14 سنة، وممنوع علي اذهب لحضور فرح مثلا حتى لا يقال ان اهلها يعرضنها امام الناس بحثا عن عريس، وممنوع ان اذهب لزيارة صديقة او القيام بمفردي بزيارة عائلية، وبالطبع ممنوع ان اذهب للسوق بمفردي، او الى حديقة او الى أي مكان، وكلما ابديت رغبة بشيء من هذا القبيل يقال عيب، حتى كرهت نفسي، وقد حاولت الانتحار مرتين وفكرت بالهرب من بيت اهلي لكني لم اعرف اين اذهب. واضافت ما ان تتجاوز البنت سن الثلاثين حتى يصبح العرسان الذين يتقدمون لها اما اعمارهم فوق الخمسين، او ارامل، او مطلقون ولديهم اطفال، او متزوجون ويرغبون بثانية او ثالثة. وكما قالت ابتسام الغزاوية "ان البنت في غزة تعنس في العشرين"، فان الفتاة في القرية المغربية اذا تجاوزت سن العشرين تعد في نظر اهلها عانسا او على وشك، لذا فعلى الاسرة ان تزوجها لاول قادم حتى لا "تبور". مما يعني ان البيئة الاجتماعية والاقتصادية المتشابهة توجد ثقافة وسلوكيات متشابهة. احصائيات وتشير التقارير المتداولة الصادرة من جهات عدة ان معدلات العنوسة تزايد باضطراد في العالم العربي باسره ، ففي السعودية أشارت دراسة أعدتها وزارة التخطيط إلى وجود 53ر1 مليون فتاة عانس في المملكة. فيما بلغ عدد المتزوجات 6ر2 مليون امرأة. في حين بلغت نسبة العنوسة في قطر15 بالمائة، وفي الكويت 18 بالمائة، وفي البحرين 20 بالمائة، وفي الامارات 20 بالمائة. وفي مصر يوجد اكثر من 5ر3 مليون فتاة تجاوزها قطار الزواج وفق بيانات المركز القومي للبحوث الاجتماعية، وان معدل العنوسة يمثل 27بالمائة في الوجه البحري ، و 38 بالمائة في المدن الرئيسية، و25 بالمائة في الوجه القبلي. وفي الاردن ذكر رئيس جمعية العفاف الخيرية مفيد سرحان أن المؤشرات بينت أن عدد النساء الأردنيات اللواتي لم يسبق لهن الزواج وتجاوزت أعمارهن ال30 عاماً فأكثر قد بلغ 96 ألف فتاة مع نهاية عام 2007 ، أي ان نسبة العنوسة تبلغ 6ر15 بالمائة . وفي فلسطين أظهر تقرير للجهاز المركزي للاحصاء ، ان 3ر39 بالمائة من الفلسطينيات عانسات ، بينما كانت النسبة عام 2000، لا تزيد عن خمسة في المائة. وتؤكد الدراسات تنامي ظاهرة العنوسة في المغرب، حيث تشير الاحصاءات الرسمية الى أن نسبة العازبات والعزاب في الفئات العمرية 15 19 سنة و20 24 سنة أصبحت تناهز 100 في المائة. فيما تتجاوز نسبة العازبات لمن اعمارهن فوق 30 عاما حوالي 34 بالمئة. وفي تونس ترتفع نسبة العنوسة والطلاق في القرى التونسية، وتصل نسبتها عموما الى حوالي 20 بالمائة. اسباب العنوسة ويرى الباحث الاجتماعي أحمد محمود قاسم، أن عزوف الكثير من الشباب الفلسطيني عن الزواج يعود في معظمه إلى أسباب اقتصادية بحتة، تتعلق بعدم حصول الكثير منهم على وظيفة سواء في القطاع العام أو الخاص. ويضيف: «الرواتب التي يحصل عليها شباب اليوم من وظائفهم الرسمية، لا تكفيهم لمصروفهم الشخصي. فكيف يمكن أن يفكروا في مشاريع زواج، خصوصاً في ظل ارتفاع حاد لأسعار السلع والخدمات كافة في كل المحافظات الفلسطينية». وفي الاردن تشير معظم الدراسات الاجتماعية أن العنوسة باتت ظاهرة اجتماعية تؤرق الشباب ذكورا وإناثا بسبب ظروف المعيشة والوضع الاقتصادي الهش الذي ينتج بطالة الخريجين. وتؤكد الكثير من الابحاث والدراسات ان ظاهرة غلاء المهور وتكاليف الزواج من اهم اسباب العنوسة ، وفي يقول احد الباحثين معلقا على ارتفاع المهور بالمغرب ان "بعض الأسر تتعامل مع زواج بناتهن وكأنه بيع وشراء، وغالب الأسر الميسورة في المغرب لا تفكر في كفاءة الزوج الخلقية بقدر ما يهمها دخله ومركزه ووظيفته". وفي فلسطين ايضا اصبح موضوع غلاء المهور هاجسا يؤرق كافة شرائح المجتمع. وتشير سجلات المحاكم الشرعية ان أعلى مهر بلغ 35 الف دينار اردني (الدينار يساوي 250ر1 دولار) واقلها ديناران، وبلغت نسبة المهور التي تزيد عن عشرة الاف دينار حوالي 16 بالمائه، والمهور ما بين 7-9 الاف دينار حوالي 28.50 بالمائه ، واعلى نسبة من المهور كانت من 5-6 الاف دينار بواقع 35.67 بالمائة. ويرى الدكتور جمال حشاش المحاضر بكلية الشريعه في جامعة النجاح ان المهر الغالي ليس الذي يكتب بالعقد فقط وانما التوابع وتكاليف الزواج التي اضحت تاخذ اشكالا جنونيه بدءا من مراسيم الزواج . وترى الباحثه ومنسقة البرنامج الاعلامي في مركز شؤون المرأة والاسرة سميه الصفدي ان هناك ارتباط قوي وعالمي بين ارتفاع المهور وتكاليف الزواج وبين ارتفاع نسبة العنوسه عند الفتيات في المجتمع الفلسطيني. فيما يرى الباحث مصطفى احمد المحاضر بجامعة النجاح بنابلس ان المشكلة لا تكمن فقط في غلاء المهور وانما تكمن في غلاء المعيشه حيث ان متوسط والمهور لا يتجاوز حاليا معدل اجرة شقة سنويا، وادى ذلك الى ارتفاع معدل العنوسة. وفي مصر تتجمع الظواهركلها لتدفع بملايين الفتيات والشباب نحو العنوسة حتى زاد عددهم عن عشرة ملايين من الجنسين. ومن الظواهر البارزة كاحد اسباب ازدياد نسب العنوسة في المجتمعات العربية هي انتشار التعليم، حيث تلعب رغبة الفتاة في الحصول على مؤهل علمي واحدا من اسباب رفضها الزواج المبكر، وتعتبر الزواج عائقا في طريق تحقيق طموحاتها، وبات هناك اعتقاد سائد في المجتمعات العربية ان الشاب يريد الاقتران بفتاة متعلمة حتى تكون قادرة على العمل ومساعدته في تحمل تكاليف الحياة. وهناك بالطبع الاسباب الاجتماعية في مجتمعات عربية ما زالت طبيعتها شبه قبلية وشبه ريفية وشبه حضارية، أي انها ما زالت في مرحلة التكون والتشكل، ولم ترتق حتى اللحظة الى المجتمعات المدنية الحضرية المتطورة، وهذه المجتمعات التي تختلط فيها القيم القبلية بالعشائرية بالحضرية تبعا لطبيعة الانتاج التي ما زالت ما قبل الراسمالية فان من الطبيعي ان تسود فيها مفاهيم ما قبل المجتمع المدني ومن هذه المفاهيم الاصرار على زواج البنت من قريبها، وكثيرا ما تشيع في القرى العربية عرف اختيار العريس او العروس عند ولادة الطفل او الطفلة فيقال "هذه لفلان، او هذا لفلانة" ويلتزم الاباء بهذا العقد الشفوي، وتقف الفروقات الطبقية والثقافية وايضا المذهبية عائقا في طريق اتمام الزواج وتعتبر سببا من اسباب العنوسة لدى الجنسين. واذا كانت الكثير من العوامل الاجتماعية والثقافية تلعب ادوارا مؤثرة في العزوف عن الزواج وبالتالي العنوسة فان الفقر يظل هو العامل الرئيسي في ازدياد هذه الظاهرة. فانتشار البطالة بين الشباب وندرة فرص العمل وانخفاض مستوى الاجور والرواتب حتى لمن يجد عملا بصعوبة، في ظل الارتفاع الحاد في متطلبات الحياة الاساسية، وارتفاع اجور المساكن، والمشكلات الاجتماعية الناجمة عن السكن مع الاهل، ومن العوامل ايضا هجرة الشباب بحثا عن فرص عمل، ومقاييس الجمال التي فرضتها اجهزة الاعلام لمواصفات الفتاة الجميلة، بالاضافة الى متطلبات الفتاة نفسها حيث تحلم بفارس الاحلام الغني ابن العائلة من يمتلك شقة وسيارة وقبل كل ذلك وظيفة ويستحسن ان يكون لديه حسابا في البنك، كل هذه العوامل مجتمعة وبعض غيرها ممن لم نذكره ادى الى ان يوجد نحو 20 بالمائة من بنات العرب عوانس فاتهن قطار الزواج. النتائج ولكم ان تتخيلوا عندما يكون خمس النساء بلا ازواج كيف ستكون المشاكل الاجتماعية والاخلاقية والنفسية، مما جعل من هذه المشكلة تؤرق المجتمعات العربية كافة. واكثر المشاكل خطورة التي تترتب على هذه المشكلة هي: اولا : تخلف المجتمع وعدم قدرته على التطور والنمو وعدم امكانيته توفير مقومات التفاعلات الصحية في المجالات الاجتماعية والاسرية وقطعا في المجالات المعرفية. ثانيا : التدمير النفسي الذي تتعرض له الفتاة العانس واحساسها بالنقص والعار وعدم مساواتها بقريناتها المتزوجات، وما يفرض عليها من قيود بسبب نظرة المجتمع لها. ثالثا : انتشار ما يسميه البعض بالدعارة الشرعية تحت مسميات عدة للزواج كالزواج العرفي والمسيار والصيفي والمتعة وزواج فرند وغيرها من انواع الزواج التي انتشرت في الاونة الاخيرة والتي لم تلقى هذا الرواج الا في سياق البحث عن حلول لمشكلة الغريزة الجنسية، علما بان اضرارها فادحة على المجتمع كونها لا تبني اسرة أي لا تؤدي الى بناء الوحدة الاجتماعية الاساسية في المجتمع. رابعا : لكن اهم وافدح المخاطر هو ذاك الاضطهاد المتنوع الاشكال الذي تتعرض له العانس من الاسرة والمجتمع بشكل عام. فبالاضافة الى الاضطهاد الذي تعرض له المرأة العربية في مجتمع ذكوري يحتقر الانثى عموما، وقائم على التمييز وعدم المساواة في كافة نواحي الحياة، تاتي العنوسة لتضيف عاملا اخرا لاضطهاد الفتاة التي لم تتزوج، فتعتبرها اسرتها عبئا اجتماعيا وماليا واخلاقيا، فتحط من كرامتها ومكانتها وكثيرا ما تنظر لها نظرة عدوانية، ودونية. وقلما نجد في برامج المؤسسات والمنظمات النسوية واتحادات وجمعيات المرأة اهتماما بمواجهة هذه المشكلة، فمعظم تلك البرامج ترفع شعارا رئيسيا عنوانه "المساواة بين المرأة والرجل"، وهو شعار صحيح ومطلب اساسي وضروري، ولكنه لشدة عموميته تحول الى ما يشبه الايقونة او القلادة تتقلدها النساء "الديمقراطيات" عموما لتدلل على انها نشطة في مجال حقوق المرأة. ومن المؤكد ان تحرير المرأة وانعتاقها من طابع العبودية الذي يفرضه عليها المجتمع الابوي الذكوري سوف يساهم بدور كبير في مواجهة ظاهرة العنوسة، وتمكن الفتاة من الزواج في سن متقدمة ولا يخالجها الشعور بالعنوسة في سن العشرين كما في القرى والمجتمعات الريفية والقبلية، ولا تشعر بالمهانة اذا ما تجاوزت الثلاثين او حتى الاربعين من العمر ولم تتزوج. ولكن تحرير المرأة لا يمكن ان يتحقق بانتزاع قوانين وتشريعات، من المؤسسة الفوقية بالمجتمع وفي هذا الميدان يكاد يقتصر نشاط ودعوات معظم المدافعين عن حقوق المرأة، وهذا النشاط مهما كانت دوافعه تتسم بالاخلاص الا انه لا يمكن ابدا ان يؤدي الى تحرير المرأة ومن ثم لا يمكن ليس فقط حل مشكلة العنوسة في المجتمع العربي بل انه لا يمكن له ان يحول دون تفاقم مشكلة العنوسة التي تؤدي الى ان يكون 20 بالمائة من بنات العرب في مهب الريح. الحل ان الحل يجب ان يتجه نحو حل مشكلة الفقر وذلك لا يمكن ان يتحقق عن طريق المساعدات والهبات والمعونات الاجتماعية .. فامر مرعب ان يكون 80 بالمائة من سكان قطاع غزة مثلا يعيشون على المساعدات. فشعب يعيش على المساعدات كيف يمكن له ان يحرر نسائه او ارضه او يحقق أي خطوة للامام. وكيف يمكن لشعب اكثر من نصفه تحت خط الفقر مثل الشعب المصري ان تتحرر نسائه او وضع حد لمشكلة العنوسة، وهكذا الامر في المغرب او الجزائر او الاردن او اليمن. وحتى لا يقول احد ان مشكلة العنوسة وعبودية المراة موجود في الدول الغنية الخليجية فاجيبه ان ازمة العنوسة في تلك الدول تزدهر في اوساط الطبقات الاكثر فقرا بالمجتمع، بينما الفتاة الغنية لا تعنس الا اذا كان هناك سبب اجتماعي مثل الا يتقدم لها عريسا من نفس طبقتها او عائلتها او عشيرتها، ومع ذلك نجد كثيرات منهن يشترين ازواجا من غير جنسيتها وتهرب بعضهن الى خارج بلادها. ان الفقر والعبودية متلازمان، الفقر وانعدام الحرية متلازمان، الفقر والجريمة متلازمان، الفقر والتعصب الديني والمذهبي والطائفي متلازمان، كما ان الفقر والمرض والجهل يشكل كما يقال الثالوث المدمر للمجتمعات ... اذن فان ايجاد حلول لنحو عشرين بالمائة من بنات العرب و99 بالمائة من نساء العرب لا يمكن ابدا ان يتحقق الا بالقضاء على الفقر أي بمعنى اخر اكثر وضوحا بالتنمية والتطور والازدهار الاقتصادي. وذلك لان التطور والازدهار الاقتصادي يؤدي الى التطور الثقافي والفكري والتعليمي والاجتماعي والفني والسياسي.. فلكل دعاة حرية المرأة بمناسبة الثامن من اذار يوم المرأة العالمي اتوجه بالدعاء الى وضع حلول عملية وواقعية لاخراج المجتمع كله نسائه ورجاله من ربقة الفقر والعوز والحاجة.