تقوم نائبة وزير خارجية بنما، مايرا أروسيمينا، بزيارة للمغرب من 16 إلى 19 أبريل الجاري بهدف تعزيز علاقات التعاون بين البلدين في جميع المجالات، لاسيما في القطاعات الاقتصادية والتجارية والعلمية. وقالت نائبة رئيس الدبلوماسية البنمية، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن بلادها تبدي اهتماما متزايدا بتعميق علاقات التعاون من خلال مبادرات مشتركة مع المغرب، وذلك في المجالات ذات الأولوية والتي تحظى باهتمام ثنائي مشترك. وأكدت السيدة أروسيمينا أن بنما تأمل في التوقيع على اتفاق إطار للتعاون مع المغرب يشكل آلية قانونية للتعاون تخدم التنمية بالبلدين، موضحة أن من شأن هذا الاتفاق إرساء أسس برامج تعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والعلمية والتقنية والتعليم والثقافة، وغيرها، والتي يتوفر فيها البلدان على نقاط تكامل. وفي هذا الإطار، شددت على أن افتتاح البعثة الدبلوماسية لبنما بالمغرب بشكل رسمي خلال هذه الزيارة، "يشكل إشارة قوية تسعى من خلالها بنما إلى تمتين العلاقات مع المغرب"، مضيفة أن من شأن هذه الخطوة المساهمة في تعزيز علاقات التعاون وتقوية الحوار الثنائي مع المملكة. واعتبرت أن بنما تسعى لجعل سفارتها بالرباط نقطة إشعاعية للتعريف ببنما المعاصرة التي حققت نموا وازدهارا بفضل مناخ الاستقرار الذي تنعم به، مشيرة إلى أن هذه التمثيلية الدبلوماسية بالمغرب ستمكن بنما من الانفتاح على المحيط الإقليمي وتجاوز البعد الجغرافي. وفي هذا السياق، أبرزت السيدة أروسيمينا المؤهلات الاقتصادية التي تزخر بها بنما من قبيل القناة الرابطين بين المحيطين الأطلسي والهادي، والمنطقة الحرة لكولون، ووجود مركز مالي دولي بالعاصمة وقطاع متطور في مجال الموانئ والمطارات، إضافة إلى السياسة الاقتصادية والتجارية "الناجحة" التي تتبانها الحكومة البنمية. وأضافت أن بنما وضعت أسسا متينة لتصبح رائدة بمنطقتها في جو من الاستقرار الاجتماعي والسياسي، وإطارا قانونيا منفتح أمام حركة الرساميل وحماية الاستثمارات، مبرزة أنها تبحث من هذا المنطلق عن تطوير علاقاتها مع مناطق أخرى بالعالم. كما ذكرت بدعم بنما لطلب المغرب الانضمام كعضو مراقب في نظام التكامل بأمريكا الوسطى (سيكا)، وهو الطلب الذي يوجد في طور الدراسة من طرف بلدان المنطقة، مبرزة حضور المغرب في الهيئات الإقليمية من قبيل منظمة الدول الأمريكية والقمة الإيبيرو-أمريكية. وإلى جانب افتتاح سفارة بلدها بالرباط، من المنتظر أن تلتقي نائبة وزير خارجية بنما بعدد من المسؤولين المغاربة للتباحث بشأن عدد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك، ووضع آليات لتعزيز وبث دينامية في علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين، خاصة في مجال النقل البحري والموانئ. وكانت الحكومة البنمية قد أعلنت، في نونبر الماضي، عن تعليق اعترافها بالجمهورية الوهمية، مشيرة إلى أن "هذا الكيان لا يتوفر على المقومات الأساسية المشكلة لدولة ذات سيادة تماشيا مع مبادئ القانون الدولي". واعتبرت أنه "بمقتضى مبادئ القانون الدولي ولكي يمكن لجماعة بشرية أن تأمل في تشكيل دولة ذات سيادة تتمتع باعتراف مجموعة الدول، يتعين بالضرورة أن تتوفر على المقومات الأساسية التي تضمن وجودها، ويتعلق الأمر بالأرض والشعب والحكومة والاستقلال". وأكدت الحكومة البنمية أنه بالنظر لكل هذه الأسباب الموضوعية فإن "هذه العناصر غير مجتمعة لتأسيس ما يسمى (جمهورية عربية صحراوية ديموقراطية)".