شكلت الفاجعة التي راح ضحيتها أربعة من نساء و رجال التعليم بإقليم تاونات يومه الجمعة 28 مارس 2014 صدمة لكل المغاربة، خاصة و أن هؤلاء الشهداء كانوا ذاهبين لأداء واجبهم الوطني المتمثل في تدريس أبناء الشعب المغربي في منطقة اقل ما يقال عنها إنها مهمشة بامتياز. فقد تعرضت السيارة التي كانوا على متنها للدهس من قبل شاحنة من الحجم الكبير، لم تترك لهم الأمل في النجاة وهم خارجين للتو من أداء صلاة الجمعة، في طريق تعرف حربا لا تبقي و لا تذر نظرا لصعوبة المنعرجات و غياب أدنى معايير السلامة المعهودة في الطرق المسماة زورا وطنية. و إذا كان الأستاذ هو آخر ما يمكن أن تلتفت إليه الدولة المغربية، فانه بالمقابل يبني جيلا من المغاربة و يسهر على تربيتهم وتكوينهم في صمت و نكران ذات، لا يهمه في ذلك لا أجره الهزيل و لا التعويضات المكذوبة عن العمل في العالم القروي، و لا استهتار المسؤولين بروحه و مصيره. بل كل ما يهمه هو المثابرة في العمل و إخراج المتعلمين من ظلمات الجهل إلى أنوار المعرفة. فالطريق الرابطة بين مدينتي فاس و تاونات من أسوأ الطرق في المغرب، ولا يكلف المسؤولون عن السير و الجولان والتجهيز بالمغرب أنفسهم عناء صيانة هذا المحور الطرقي بما يلزم من توسعة و تهيئة و وضع علامات التأشير بما يكفي، كما أن هذه الطريق تضل بعيدة عن المراقبة و توفير الإسعاف لكل مستعمليها، إذ يحتاج المتعرضون للحوادث الانتظار كثيرا لقدوم سيارة الإسعاف التي ستنقلهم لمدينة فاس لغياب مستشفى مؤهل لاستقبالهم بإقليم تاونات، بل إن سيارة الإسعاف لن تصل بالضحية إلى فاس أو تاونات حتى يفارق الحياة، و هنا من الواجب على الجهات المعنية توفير مروحية لنقل المواطنين من طريق الموت هذه.