أكد وزير الثقافة السيد محمد الأمين الصبيحي، أمس السبت بدوار أولاد يعلى بالجماعة القروية أهل المربع (إقليم الفقيه بن صالح) أن مهرجان "العهد" في نسخته الثامنة يعتبر تعاقدا سنويا لتوطيد العلاقات الاجتماعية بين قبائل منطقة سيدي عيسى وبني عمير وبني شكدال. وأبرز السيد الصبيحي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة هذا المهرجان (20 إلى 23 مارس)، أن منطقة تادلة كانت تعرف منذ أمد بعيد بالنشاط التجاري والفلاحي والثقافي مما مكنها من موروث متنوع وغني أثمر موسم العهد الذي كان ينظم منذ القرن الماضي من طرف قبائل بني شكدال، مبرزا أن جمعية العهد للتنمية أحدثت من أجل تطوير هذه التظاهرة وإعطائها نفسا جديدا لتلبية حاجيات الساكنة مع حرص المنظمين على برمجة ندوات فكرية للتعريف بهذا الموروث والوقوف على العمق التاريخي لهذه المنطقة. من جهته، اعتبر الوزير المنتدب المكلف بالوظيفة العمومية وتحديث الإدارة السيد محمد مبديع مهرجان "العهد" مناسبة لالتئام القبائل ومختلف الفعاليات وتجديد الارتباط بالماضي والحاضر، مشيرا إلى أن هذه التظاهرة التي تحظى باهتمام وعناية كبيرين من لدن ساكنة المنطقة تجمع بين الطابع الفلاحي للمنطقة والفروسية التقليدية (التبوريدة) وتشكل مناسبة لإحياء وحفظ التراث الجماعي بقبائل بني شكدال بإقليم الفقيه بن صالح ونقله إلى الأجيال الصاعدة. من جانبه، قال رئيس جماعة أهل المربع بوعبيد الخطابي أن هذه الدورة تروم خلق دينامية في العمل الجمعوي? عبر إشراك مختلف مكونات المجتمع المدني في تعريف الأجيال الصاعدة بالموروث الثقافي لمنطقتهم? وإدماج وإشراك أفراد الجالية المقيمة في الخارج? التي تنتمي إلى المنطقة? في مختلف فعاليات الموسم وخلق رواج اقتصادي بجهة تادلة أزيلال. من جهته، أوضح نائب رئيس جمعية العهد للتنمية إبراهيم ذهباني أن هذا المهرجان، الذي نظم على مدى أربعة أيام تحت شعار "الحفاظ على التراث دعامة أساسية للتنمية المستدامة" يعتبر رمزا للعهد الذي قطعه أسلاف قبائل بني شكدال? المكونة من 14 دوارا لاستتباب السلم بعد توقيعهم صلحا بالمكان الذي ينعقد فيه الموسم حاليا. وأشار إلى أن تاريخ هذا الموسم يرجع? حسب إحدى الروايات? إلى بداية القرن الماضي حيث أضحى سكان القبائل يجتمعون بهذا المكان للاحتفال بالصلح المبرم بينهم وممارسة طقوس محلية مثل "الجدبة" التي تقوم بها مجموعات يطلق عليها اسم "الحزابة" وركوب الخيل وتقديم لوحات استعراضية في فن "التبوريدة" الذي يرمز إلى شهامة وشجاعة المواطن المغربي وعلاقته المتميزة بالفرس. من جانبه? قال مقدم فرقة للتبوريدة مشاركة في المهرجان إن موسم العهد للفروسية تميز هذه السنة بمشاركة حوالي 900 فارس من منطقة سيدي عيسى وبني عمير وبني شكدال التي تمثل قبائل جهة تادلة أزيلال? مشيرا إلى أن فضاء الموسم أضحى عبارة عن ملتقى تجاري ينظم أسبوعيا ومناسبة لتعميق التواصل الاجتماعي وتبادل الخبرات والتجارب وإجراء الصلح بين الأطراف المتنازعة. من جهته، أبرز الأستاذ عبد الصمد ملاوي باحث بجامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال أن هذه الدورة تميزت بمشاركة الجامعة من خلال رواق خاص بتقديم معلومات حول كيفية الولوج إلى الكليات والمعاهد العليا بجهة تادلة أزيلال، مشيرا إلى أن الجامعة في إطار انفتاحها على محيطها الخارجي تسعى إلى تقريب الخدمات من التلاميذ وآباء، وأولياء التلاميذ للتعرف على التكوينات والأبحاث والدراسات التي تنجزها الجامعة في عدة مجالات. وتم خلال هذه التظاهرة? تنظيم محاضرات تمحورت مواضيعها حول "الصوفية والزوايا في علاقتها بالعهد"، و"علم الأنثروبولوجيا"، و"المقدس الديني لجهة تادلة أزيلال"، و"مكانة العهد في ظل قبائل بني عمير وبني شكدال"، و"تفاعل قبائل بني عمير مع المدار المسقي"، و"الطاقات المتجددة دعامة أساسية للتنمية الفلاحية"، وعرض حول "تطوير الشمندر السكري في ظل المكننة ودعم المشاريع الفلاحية الصغرى والاستفادة من التغطية الصحية". كما تضمن البرنامج، أيضا سهرات فنية أحياها الفنان أحوزار وعبيدات الرمى، وفرقة تيتريت، وفرقة أنسام للفنون والتراث الشعبي والتنشيط الثقافي، وفرقة تكادة ولمشاهب، فضلا عن مباراة في كرة القدم بين قدماء الفقيه بن صالح وقدماء الجيش الملكي، والسباق الوطني على الطريق، ومسابقات رياضية وثقافية، فضلا عن عملية إعذار جماعي. وتميزت هذه الدورة، التي نظمت بمبادرة من جمعية العهد للتنمية، وبشراكة مع جماعة أهل المربع القروية والمجلس الإقليمي للفقيه بن صالح، ووزارة الثقافة بتنظيم معرض ضم أروقة لمنتوجات محلية وأجهزة فلاحية تشتغل بالطاقة الشمسية، وتقديم عروض في فن الفروسية التقليدية "التبوريدة" طيلة أيام المهرجان.