تندرج الفنتازيا أو ما يصطلح عليه عند عامة الشعب المغربي بالتبوريدة وهي من التقاليد الراسخة في تاريخ المملكة، والتي ترمز إلى شهامة وشجاعة المواطن المغربي وعلاقته المتميزة بالفرس، حيث انه وعبر مختلف محطات التاريخ المغربي كان للفارس المغربي دور أساسي في مقاومة الاستعمار الأجنبي وإجلائه من ارض المغرب. ورغم زخم الموروث الثقافي بالمملكة وتنوعه من حيث اللغة والعادات والتقاليد فان تقليد أو فن التبوريدا ( كما يسميه البعض) يحضى بمكانة متميزة عند كل المغاربة ويعتبر من التقاليد الجميلة التي يعترف السياح الأجانب بتميزها وتفردها. من خلال ما سلف ذكره وبالنظر إلى تاريخ جهة تادلة ازيلال الحافل بالنضالات حيث يتعايش الجبل والسهل ويتمازج العربي بالامازيغي فان التبوريدة تحضى باهتمام وعناية كبيرين سواء لدى الساكنة، والمجتمع المدني والمجالس المنتخبة، وهذا الاهتمام يتوخى منه التعريف بالموروث الثقافي والحفاظ عليه ونقله إلى الأجيال الصاعدة من هذا المنطلق جاءت فكرة إعادة إحياء موسم العهد بجماعة أهل المربع وذلك بتنظيم الدورة السابعة أيام 14 ،15 ، 16، و 17 مارس 2013. ويعتبر موسم العهد كرمز وكناية إلى العهد الذي قطعه الأسلاف من قبائل بني شكدال المكونة من أربعة عشر دوارا لاستثبات السلم بينهم موقعين صلحا بالمكان الذي ينعقد فيه الموسم حاليا ويرجع تاريخ الموسم، حسب إحدى الروايات، إلى بداية القرن الماضي حيث أضحى سكان القبائل يجتمعون بهذا المكان للاحتفال بالصلح المبرم بينهم وتتميز الاحتفالات بطقوس محلية مثل " الجدبة" التي تقوم بها مجموعات يطلق عليها اسم "الحزابة" وحسب نفس الروايات كان الموسم يوظف كسوق أسبوعي تلتقي فيه القبائل كل يوم سبت للقيام بمبادلات ومعاملات تجارية. ولإعطاء إطار جمعوي لهذا التقليد تم تأسيس جمعية العهد للتنمية ( بتاريخ 15 فبراير 2011 ) والتي أسندت إليها مهمة الإشراف والحفاظ على التقاليد ومنحه دينامكية جديدة من خلال الانفتاح على أنشطة أخرى موازية، وإشراك مختلف الفاعلين الجمعويين، حيث دأبت الجمعية منذ إحداثها على إضفاء الصبغة الثقافية والرياضية والفنية على الموسم في أفق الرقي به ليتحول من موسم خاص بالجماعة إلى مهرجان وطني. وتأتي هذه المبادرة في إطار تكريس التوجه العام على صيانة وحفظ التراث الجماعي الذي يزاوج بين الطابع الفلاحي للمنطقة وارتباط أهاليها بالفرس والتبوريدة من خلال فقرات استعراضية تتنافس القبائل المغربية في إبراز قوتها ومدى تنظيمها، فقوة القبيلة وشرفها يكمن في سربتها (يعني فرقة الخيل التي تمارس باسمها) . لهذا فالموسم سيعرف مشاركة العديد من الفرق (السربات) التي تمثل مختلف قبائل ومناطق جهة تادلا ازيلال. إضافة إلى ذلك ستقوم الجمعية، بإدماج فقرات وأنشطة رياضية، فنية وثقافية ستوجه لفائدة شباب ونساء المنطقة.