كان لابد من إقصاء أساتذة 2012 و 2013 المطالبين بالترقية بالشهادة على غرار باقي الأفواج دون مباراة,و كان من الحتمي تهميشهم و سجنهم و سحلهم في شوارع و أزقة الرباط تحت مرأى و مسمع قبة البرلمان. كان لابد من قمعهم و نعتهم بأبشع الأوصاف و تحميل مسؤولية تقهقر منظومة التعليم برمتها لهم ,رغم حداثتهم ,و أيضا ضياع أجيال بحالها و ليس فقط عدد محدود من المتعلمين. كان لابد من نهج سياسة الآذان الصماء وعدم التجاوب أو التحاور معهم البتة لأن ذلك سيؤدي للطي النهائي لملفهم و سيستقر الوضع التعليمي بالبلاد وبالتالي سيقع ما لا يحمد عقباه و هو تقدم أجيال المغرب و تفوقهم على غيرهم من باقي البلدان الأخرى. كان لابد من تسوية وضعية أفواج الأساتذة الذين وقع ملفهم في غمرة وفرة الربيع العربي و ازدهاره,فحينها كان الخوف منطقيا ,من ثورة عارمة تأتي على الأخضر و اليابس, و لأن الخوف الشديد من التغيير لا يكون إلا من الأساتذة ,و ليس من العوام ,إذا عزموا على ذلك. فوجب القيام بمقولة الحجاج بن يوسف الثقفي: "إني أرى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها" كان لابد من التضحية بأزيد من نصف مليون تلميذ مغربي بريئ وحرمانهم من حقهم في التعليم,فزيادة على أن أغلبهم يعيش بمناطق نائية و صعبة و لا بواكي لهم فيما يخص معيشتهم المتدنية جدا. يجب كذلك قهرهم و تحويلهم لحفنة أميين لا يعرفون كتابة اسمهم أوحتى أين يتواجدون, و كل هذا فقط من أجل دواعي سياسية و حزبية ضيقة. كان لابد من إبقاء ثغرات شارخة في المنظومة التعليمية و عدم إصلاح جل الثغرات, لأن ذلك سيجعل النقابات و الوزارة في بطالة تامة ,أما الآن و المشاكل موجودة فكل الدواليب شغالة و الحل لا يجب أن يأتي حتى يبلغ الاحتقان مداه.
إنها سياسة عقلية القطيع بلا شك,حيث تحبذ دائما بقاء المشاكل ثم القيام بالإصلاح الجزئي أو الترقيعي ,عند ذروة الاحتقان و الضغط ,و عدم وضع رؤية شمولية للعقبات لتجاوزها بالمرة, و مادامت عقلية القطيع هي المسيطرة على حل إشكاليات المنظومة التعليمية و بالطريقة التي تراها هي مناسبة فلن يتقدم تعليمنا أبدا و بدل أن يخطو خطوة للأمام,فسيخطو خطوات للوراء,فنحن دائما ما نقرأ التقدم بالمعكوس !!!!!