تتجه قطر نحو القمة العربية المرتقبة بالكويت بخطى متثاقلة وعذاب للضمير، جراء ما اقترفته يد ساستها من طيش و رعونة تجاه جيرانها من دول مجلس التعاون الخليجي، ذلك أن الدوحة لم تحفظ العهد وخانت الوعد، ولسان حال شعوب المنطقة يخاطبه : " اليوم عهدكم فأين الموعد***هيهات ليس ليوم عهدكم غد" كما انطبق عليها حديث الرسول الكريم : آية المنافق ثلاث :" إذا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ" وتشارك الدوحة في القمة العربية بغير الوجه الذي كانت عيه قبل قرار سحب السفراء الخليجيين من قطر، إذ أنها تواجه عزلة خليجية و عربية قد تتفاقم إذا ما أقدمت الدول المجاورة على اتخاذ مزيد من الإجراءات العقابية بعد قرار سحب السفراء. ومن ذلك ما أوردته مصادر صحفية من أن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين بصدد التفكير في فرض مقاطعة على نظام قطر، قد تشمل منع المجالات الجوية والبرية والبحرية عن الأساطيل والعربات القطرية، وتشمل العقوبات أيضا نبذ الجانب القطري وعدم توجيه الدعوة إليه لحضور أي اجتماع مهما كانت طبيعته تحتضنه دول مجلس التعاون الخليجي. وينضاف إلى هاته المعطيات الشروط الثلاث التي وضعتها الرياض إذا ما رغبت قطر في إنهاء القطيعة مع دول الخليج، حيث طالبت الرياض سلطات الدوحة بإغلاق قناة الجزيرة وتسليمها عناصر من الإخوان المسلمين ذوو أصول سعودية متورطين في أحداث إرهابية، وكذا إغلاق مركزي " الدوحة للبحوث" و " المركز العربي للبحوث والدراسات السياسية " الذي يشرف عليه العضو الفلسطيني في الكنيست الإسرائيلي عزمي بشارة. وبذلك يكون القادة القطريون يوجدون في وضع لا يحسدون عليه وهم يجنون الثمار المرة التي حاولوا زرعها في الحقول العربية والخليجية.