تعرضت أعمال الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش للسحب من معرض الرياض الدولي للكتاب هذه السنة، وذلك على خلفية إعتراض محتسبين سعوديين لا ينتمون لهيئة رسمية، والذين إعتبروا أحد دواوين المبدع درويش متضمنا لعبارات "كفرية"، تمثلت في تجاوزات على ذات الله وإساءة للرسول الكريم، ليتطور الأمر لخلاف مع دار النشر تم على إثره إغلاق الجناح كله. هذا ونشير إلى أن المحتسبين تسببوا في نسخة العام الفارط من المعرض، في فوضى لإحتجاجهم على تواجد زائرات نساء بين الرجال، وهو ما أعتبروه أمرا حراما. المعرض الذي إنطلق في 11 مارس الجاري، تحت شعار: "الكتاب.. قنطرة حضارة" عرف تشديد الرقابة، وبالتالي منع الكثير من المؤلفات والمؤلفين: كطارق السويدان، عزمي بشارة، كتاب "في معنى العروبة" لمجموعة من الشباب السعوديين، رواية "مجاعة" لكاتبها جابر مدخلي، كتاب الثورة للشاب المصري وائل غنيم، وكتاب تاريخ الحجاب، وكتاب الأنوثة الإسلامية، ودواوين بدر شاكر السياب، والشاعر العراقي عبدالوهاب البياتي، والراحل الفلسطيني معين بسيسو... وهو الأمر الذي أثار حفيظة مثقفين ومتتبعين، واعتبروه تضييقا على الإبداع الثقافي وتقييدا متجاوزا للحريات.