تحول مفاجىء في مجرى القضية التي أزمت علاقة المغرب بفرنسا والتي كانت قد فجرتها جمعية «مسيحيون من أجل مناهضة التعذيب» برفع شكاية ضد مدير «ديستي»، عبد اللطيف الحموشي، بتهمة تعذيب شاب صحراوي يدعى النعمة أسفاري يقضي عقوبة مدتها ثلاثون سنة بعد محاكمته بعد أحداث مخيم “اكديم إزيك”. الجمعية الفرنسية المذكورة راسلت المنظمة المغربية لحقوق الإنسان بشأن هذه القضية أوردت فيها حيثيات وضع الشكاية، التي وضعتها لدى قاضي التحقيق في فرنسا، تزامنا مع وجود عبد اللطيف الحموشي في العاصمة الفرنسية شهر فبراير الماضي، فِي شأن الاتهاماتٍ التي قالت إنها ذات صلَة بالتعذيب، مضيفة أن المحامِي جوزيف بريهام، وبعد أن رفع دعوى أمام القضاء الفرنسِي، وأخرى لدَى لجنة الأمم المتحدَة لمناهضة التعذيب، قام بوضع شكايةً لدَى عميد قضاة التحقيق بباريس، سيلفيا زيمرمان، ، باسم المدان في أحداث اكديم إزيك”، النعمة أسفاري، وزوجته الفرنسيَّة، كلود منجان، وكذَا جمعيَّة تحرك المسيحيين من أجل إلغاء التعذيب المعروفَة اختصارًا بAcat. و تابعت صحيفة الأحداث المغربية التي أوردت الخبر في عددها الصادر غدا ، أنه بعد مراسلة الجمعية الفرنسية قام ثلاثة قياديين من المنظمة المغربية لحقوق الإنسان يتزعمهم محمد النشناش رئيس المنظمة، مع محامي وطبيبة ينتميان لمكتب المنظمة بزيارة النعمة أسفاري في سجن الزاكي. حيث خضع لفحص طبي من لدن الطبيبة التي كانت ضمن وفد المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، فيما خاض النشاش والمحامي الذي رافقه في حديث مطول مع النعمة أسفاري حول جدية الدعوى التي رفعت باسمه وكذا الشكاية التي وضعت ضد مدير المخابرات المغربية وجعلت بيت السفير المغربي يطوق بعناصر من الشرطة الفرنسية. مصادر الجريدة قالت إن النعمة أسفاري أخبر زواره بأن وضع هذه الشكاية “أضره أكثر ما نفعه” قبل أن يضيف “أن قضيته وملف إدانته من لدن المحكمة العسكريَّة في الرباط، بثلاثين سنة من السجن، بتهمة تكوين عصابة إجراميَّة والتواطؤ في العنف مع سبق الإصرار، الذِي أفضَى إلى مقتل أفراد من القوات العموميَّة، إلى جانبِ أربعة وعشرين آخرين، صدرتْ بحقهم عقوباتٌ متراوحَة بين 20 سنة سجنا والمؤبد، لن يحل إلا بالحوار”. تبرؤ النعمة أسفاري، أمام أعضاء المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، من الشكاية التي وضعت لدى قضاء التحقيق في فرنسا بدعوى تعرضه للتعذيب، لم تكن المعلومة الوحيدة التي سربت وراء أسوار سجن الزاكي بسلا، المصادرذاتها قالت إن أسفاري أكد أنه لم يتلق لأية معاملة قاسية في فترة التحقيق معه ولا في الفترة التي قضاها في السجن، وهو ما تأكد لأعضاء المنظمة المغربية لحقوق الإنسان من خلال آطلاعهم على الملف الطبي للنعمة أسفاري، الذي لم يثبت لهم ما يفيد أنه تعرض للتعذيب لا من خلال الملف ولا من خلال المعاينة والفحص اللذين خضع لهما أثناء هذه الزيارة. مصادر الجريدة قالت إن النعمة أسفاري أخبر زواره أنه يلقى معاملة جيدة وفي كثير من الأحيان يقضى وقته في السجن متجولا في ساحة دون أية مضايقة تذكر. ما يجعل التفاصيل الجديدة التي خرجت على لسان النعمة أسفاري أحد الذين وضعت الشكاية باسمهم تعيد هذه القضية، التي أزمت العلاقة بين المغرب وفرنسا، إلى نقطة جدل جديد، ليس تشكيك مصادر الجريدة في جدية الشكاية بل تبرؤ النعمة أسفاري منها كلية. المحامي الفرنسي، الذي يزعمُ أنَّ موكله تعرضَ للتعذيب والمعاملة الجسديَّة الفظَّة، على يدِ قوات الأمن المغربِي، كما الدرك، وذلكَ خلال نونبر من سنة 2010، مدعيًا أنهُ تعرضَ لضربٍ مبرح، ووقع على اعترافات له بشأن أحداث “أكديم إزيك”، تحت التهديد بالتعذيب، بل إن توقيعه أقحمَ فِي وثائق لمْ يطلع عليها، سيجد نفسه في القادم من الأيام في حرج كبير بعد أن تفرج المنظمة المغربية على تقرير أعدته في شأن الزيارة التي قامت بها للنعمة أسفاري