لازلنا معكم خلال هذه الأسابيع نعرض حصيلة السلامة الطرقية وأسباب الحوادث. فبعدما أعطينا فكرة أولية عن الأسباب الرئيسية لحصول الحوادث، والتي تشير إلى كون الفاعل البشري-من خلال السلوك- هو المسؤول الأول والرئيسي، ولأن هناك كثيرا من المحللين، وكذلك من عموم المواطنين، يطرحون معطيات ويناقشون أرقاما عن السلامة الطرقية، لا تعبر عن حقيقة الواقع، ارتأيت بعجالة أن أضع المعطيات الرسمية بين أيديكم، معطيات منظمة الصحة العالمية بالنسبة لعدد الحوادث عالميا. فبالنسبة لعدد الوفيات بسبب حوادث السير، نجد أن المعدل العالمي بالنسبة لمائة ألف نسمة هو 18....وفي المغرب نسجل 17 وفاة لكل مائة ألف نسمة؛ مقابل 45 في ناميبيا (أكبر الدول في عدد القتلى)، و44 بتايلاند، و38بإيران، و36 بالسودان وسوازيلاند، و35 بفنزويلا، و34 بالكونغو، و32 بالعراق ومالاوي والدومينكان... وفي الطرف الآخر، نجد دولا كسويسرا وهولندا وفيدجي ب4أو5 قتلى، وطاجكستان ومالطا ب3 قتلى، والمالديف بقتيلين فقط لكل مائة ألف نسمة... النموذج إذن هي هذه الدول الأخيرة، لكن صِغَرَهَا (300 أو 400 ألف نسمة بالمالديف ومالطة، وحوالي 8 مليون بسويسرا وطاجكستان)...يجعل من الصعوبة المقارنة...وبالرجوع للدول الأوربية المتقدمة، نجد أن معدل الوفيات بها في حدود متوسط 8/9 لكل مائة ألف نسمة...ويوجد المغرب-كعادته في عموم الإحصائيات المتعلقة بالتنمية البشرية- في النصف الأول أو في الثلث الثاني عالميا... وهنا لابد من الإشارة إلى أن النتائج، (المحصل عليها بالنسبة لبلدنا-قياسا لإحصائيات 2011 المرتفعة) تجعلنا في أواخر الثلث الثاني، وهو أمر غير محمود بتاتا...وإن كانت نتائج 2012 ثم 2013 قد حسَّنت وضعية المغرب، وجعلتنا ننتقل إلى معدل 12/13 قتيل لكل 100 ألف نسمة، مما يرتبنا في أواخر النصف الأول عالميا... إذن هو عمل دؤوب لتحسين أدائنا في مجال السلامة الطرقية، هو عمل جماعي ينطلق من الذات، وبتظافر جهود الجميع دون استثناء. فلنعمل جميعا من أجل إنقاذ أرواحنا جميعا، "ومن أحياها فكأنما أحيى الناس جميعا"...