بعد سلسة من الاحتجاجات التي لم تجد لها آذان صاغية داخل المدار القروي، نظمت ودادية آيت عمر توادا، بمدينة والماس، صباح أمس (السبت)، مسيرة مشيا على الأقدام، دامت ست ساعات، في اتجاه عمالة الخميسات لمقابلة عامل الإقليم من أجل المطالبة بحقوقهم والتي تتجلى، حسب ما وصلنا من أحد المشاركين في المسيرة، في أن توفر لهم الجماعة المحلية بقعة أرضية من أجل أن تستفيد منها بعض الأسر في السكن، حيث يعيشون معاناة حقيقية إضافة إلى تجهيز المستشفى المحلي بالتجهيزات الطبية وكذلك بالأطباء والممرضين، لأنه حتى اليوم، توجد بناية المستشفى إلا أنها خاوية على عروشها، ومن يمرض أو يحتاج إلى تطبيب يقطع مسافة طويلة تبلغ 88 كيلومترا حتى يصل إلى مستشفى مدينة الخميسات، أو يسافر إلى مدينة الرباط من المعالجة في مستشفاها الجامعي. ومن بين المطالب أيضا إيجاد حل عاجل لمشكل البطالة التي يعاني منها شباب المنطقة، حيث أن أغلبهم عاطلون عن العمل رغم أن مصنع والماس سيدي علي يتواجد بالمدينة، إلا أنه لم يعد يشغل أبناء المنطقة منذ أن قام عمال ينتمون للمدينة بإضراب عام1999 في المصنع، مما أدى بإدارته إلى تسريح العمال المحتجين، ومنذ ذلك الحين، إلى يومنا هذا، حسب المصدر، يفضل معمل والماس سيدي علي على السكان المحليين شبابا من مناطق بعيدة مثل آسفي والدار البيضاء والجديدة، أما من كانوا بالمعمل فهم لحد الساعة يعتصمون أمام مقر المصنع لشهور عديدة، لكن دون جدوى. لأجل هذه المطالب، نظمت المسيرة التي شارك فيها الرجال والنساء والشباب والأطفال، غير أنها، وبعد قطعها لمسافة تسع كيلومترا مشيا على الأقدام، وكانت حناجر المحتجين يرددون بصوت عال شعارات من مثل "الموت ولا المذلة"، "علاش جينا واحتجنا السكن اللي بغينا"، اصطدموا بجدار أمني للقوات المساعدة والدرك والتدخل السريع، حيث قاموا بمنعهم من إكمال مسيرتهم السلمية، وكان من بين رجال السلطة، القائد، ورئيس الدائرة الأمنية، ومسؤول على الدرك الملكي بالمنطقة. لكن رغم المنع، تم اختراق الجدار خمس مرات من قبل السكان، فقامت السلطات بتعنيفهم مما خلف بعض الإغماءات والإصابات الطفيفة في صفوف المحتجين، وبعد إصرار السكان، قام مسؤول أمني بالاتصال بعامل عمالة الخميسات، فتم تحديد موعد حدد يوم الأربعاء المقبل، ليستقبل فيها العامل ممثلين عن المحتجين من أجل حل مشكل السكن، وباقي المطالب.