أصيب عشرات المحتجين ورجال أمن، مساء أول أمس، في مواجهات خطيرة مع قوات الأمن إثر مسيرة نظمها سكان أحياء صفيحية في اتجاه عمالة المحمدية للمطالبة بإسقاط الفساد. واستعملت، خلال هذه المواجهات، الأحجار والعصي من الجهتين، فيما أصيب أزيد من عشرين فردا من القوات العمومية، نقل ستة منهم إلى قسم المستعجلات بمستشفى مولاي عبد الله. كما أكد عضو من الجهة المنظمة للمسيرة أن أزيد من عشرين شخصا في صفوف شباب ونساء المسيرة أصيبوا خلال المواجهة العنيفة، وأن المصابين لم يتم إسعافهم في المستشفى خوفا من اعتقالهم بعد اعتقال أربعة شبان. وكانت المسيرة منذ انطلاقها من حي البرادعة على مستوى شارع الجيش الملكي قد أخذت منحاها السلمي، رغم حدة الشعارات التي رفعت في وجه عاملة عمالة المحمدية، ورئيس الحكومة، والتي طالبت بإسقاط الفساد. وتضمنت مطالبهم الاجتماعية السكن اللائق والشغل والعدالة. وقد جابت المسيرة شارع الحسن الثاني وأزقة وشوارع القصبة، قبل أن تصل في حدود الساعة التاسعة والنصف ليلا إلى ساحة المدن المتوأمة. وعاينت «المساء» محاولة اقتحام المشاركين في المسيرة الجدار الأمني الذي وضعته السلطات الإقليمية أمام مقر العمالة والمشكل من العشرات من عناصر الأمن الوطني وقوات المساعدة والتدخل السريع. وهي اللحظة التي دخل فيها الطرفان في مقاومة عنيفة، تحولت إلى تبادل العنف، وبدء الاعتقالات، وتبادل عمليات الرشق بالحجارة، التي أدت إلى إصابات في صفوف الطرفين. كما زرعت الرعب وسط الآلاف من الموجودين حينها بقلب الحديقة وداخل المقاهي، مما خلف إغماءات في صفوف بعض النساء اللواتي كن يتجولن بقلب المدينة. واستمر التجاذب بين القوات العمومية وسط الحديقة وبمحيطها عدة دقائق، قبل أن يختفي المحتجون، مستغلين ظلمة بعض الأزقة. وعاد بعضهم للتجمهر بحي البرادعة، حتى ساعات متأخرة من الليل، قبل أن ينصرفوا. وشاركت في المسيرة ساكنة دور الصفيح بحيي المسيرة والبرادعة، مع المجازين المعطلين، وما أصبح يعرف محليا ب«السواعد المعطلة».