عبد اللطيف الخمولي فنان مغربي في مجال التمثيل، إلا أن إشتغالاته في مجال المسرح أكثر من السينما والتلفزيون. هو من مواليد 1952، أب لخمسة أبناء إحداهن بطلة في أولمبياد ذوي الإحتياجات الخاصة في السباحة، وهو بالمناسبة رجل تعليم متقاعد. الخمولي وكعادته إنجذب للحديث عن تجربته المسرحية المتميزة، خصوصا وأنه دخل مؤخرا خضم عمل للمخرج عمر الجدلي، يحمل عنوان "أش داني"، ويقول عنه عبد اللطيف: "النص أثارني وشدني له منذ الوهلة الأولى، فهو مكتوب بدارجة راقية، وبحرفية جيدة، والدليل تفاعل المشاهد مع النص، دون أن ننسى العناصر الأخرى كالممثلين المتمرسين المنياري والعلمي، وأيضا الموسيقى والسينوغرافيا والملابس... وكلها عناصر ساهمت في إخراج عمل متكامل إلى حد ما... دون إغفال أن النص جاء في إطار حراك عربي، وكاتبه كمثقف حاول من خلاله مقاربة منظور السلطة كثابت لا يمكن تغييره..." وكمسرحي ممارس راكم تجارب عديدة، فالخمولي يقر بأن المسرح المغربي يعيش تراجعا عما كان يعيشه إلى حدود الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، ويضيف: "صحيح هناك بطاقة الفنان، وتعاضدية ونقابات، ومعاهد للتكوين أيضا، ولكن بالمقابل هناك تراجع... فرق الهواة وحدها وإلى حدود الثمانينيات كان حضورها قويا، وكانت الفرق المغربية تجتهد وتبيع عروضها لمؤسسات وهيئات بل ولمجالس، بل وكانت تعرض بالمشرق... حاليا الفرق تدعم ماليا بمبالغ يمكن وصفها بالمحترمة، لكن هل يتم توظيفها فيما هي موجهة له أي لخدمة العمل الفني المسرحي؟ لابد من الجهات المسؤولة عن الدعم أن تتابع وتحاسب وتراقب هذا الميدان. الدولة تدفع أموالا لإنتاج أعمال ولكنها لا تسلك الطريق الصحيح، بحيث أنها تتقلص، والضحية الأول هو الممثل، والذي لا يحصل في كثير من الأحيان على أجرته حتى، والدليل وجود فنانين يتوفرون على شيكات من شركات إنتاج منذ سنتين إلى ثلاث.. " قبل أن يسترسل: "نسمع بفرق تقدم عشرات العروض، لكن السؤال الذي يفرض ذاته: هل تؤثث لمسرح هادف وجاد؟ فالميدان يعرف حاليا من يسمون بمسرحيي الشكارة، وهمهم الأساس هو الدعم..." هذا وختم عبد اللطيف الخمولي دردشته مع أخبارنا المغربية قائلا: "الفنانون والعاملون في القطاع المسرحي مدعوون في رأيي لتكوين تعاونيات فنية، فالفنان هو من يواجه الجمهور، وهو من يتعرض للنقد وربما لسب وشتم المشاهد، والذي يسمع بميزانيات خيالية، لا يحصل منها الممثل في كثير من الأحيان إلا على أجر هزيل، خصوصا وأن هناك الآن ما يسمى بالنوار، فالأجر الحقيقي يقل أحيانا عن ذلك المسجل في العقد... وللختام فقط فأنا منعت أبنائي من إمتهان العمل المسرحي، فمستقبل الفنان غير مضمون، وكثير من زملائنا في الميدان الفني يعانون..".