أكد مشاركون في مائدة مستديرة حول موضوع "المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمشاركة المواطنة" نظمت اليوم الثلاثاء بالرباط ، أن المبادرة ، التي شكلت ورشا مفتوحا على المستقبل منذ إطلاقها سنة 2005 بمبادرة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، حققت طموح الفئات المعوزة والفقيرة في العيش الكريم . وأبرز مسؤولون وفاعلون جمعويون شاركوا في هذه المائدة ، التي نظمتها التنسيقية الوطنية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، أن التقييم الموضوعي للمبادرة ، أظهر أن مشاريعها ساهمت في ضمان دخل قار ومنتظم للفئات المستهدفة بالوسطين الحضري والقروي مع تحسين ظروف عيشها. وفي هذا الصدد، أكدت السيدة نديرة كرماعي العامل المنسقة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، على الأهمية الكبيرة التي تكتسيها الآليات الموضوعة في إطار المبادرة ، وذلك بغرض بلورة مشاريع تلبي طموح السكان المستهدفين ، وتكون لها استمرارية ووقع إيجابي على حياتهم المعيشية. وبعد أن أشارت إلى أن الأهم في مسار المبادرة هو وضع حلول للمشاكل التي تواجهها الفئات المستهدفة ، اعتبرت السيدة كرماعي أن الاستفادة من آراء الفاعلين الاقتصاديين والجمعويين ومختلف الباحثين الذين أنجزوا بحوثا حول المبادرة ، خاصة في الجانب المتعلق بالحكامة ، من شأنه الإسهام في وضع الحلول وتعزيز جانب الالتقائية في المشاريع والبرامج . ومن جانبه، أبرز السيد رشيد بمختار رئيس المرصد الوطني للتنمية البشرية أن مشاريع المبادرة كان لها وقع إيجابي على حياة الفئات المستهدفة لكونها ساهمت في ضمان دخل قار ومنتظم لها ، فضلا عن كونها " أعادت الثقة لهذه الفئات في نفسها أولا وفي علاقتها بمحيطها ثانيا ". وأشار إلى أهمية التقائية المشاريع والبرامج الحكومية وتلك المدرجة في إطار المبادرة ، مؤكدا على الدور الهام الذي يضطلع به المجتمع المدني في بلورة ووضع المشاريع التي تندرج في إطار المبادرة. وفي السياق ذاته، أبرزت مداخلات أخرى ، خلال هذا اللقاء الذي حضره مسؤولون حكوميون وفاعلون اقتصاديون وجمعويون وإعلاميون، أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، التي ساهمت في مأسسة نشاط الجمعيات ، لم تحدث فقط تغييرا على المستوى الاقتصادي والاجتماعي ولكن أيضا على مستوى التعاطي مع المشاكل الاجتماعية . واعتبرت أن هذا النموذج المغربي الناجح حظي باهتمام دولي لافت للنظر ، حيث طلبت عدة دول الاستفادة من هذه التجربة الرائدة .