أكد المدير العام للوكالة المغربية للتعاون الدولي السيد عبد الرحيم القدميري أن المملكة مرتبطة بإفريقيا جنوب الصحراء بتعاون عريق ومتنوع يشمل ، عمليا ، كافة قطاعات التنمية. وقال السيد القدميري لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش الزيارة الرسمية التي يقوم بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لدولة مالي، إن "هذا التعاون يهم ، عمليا ، كافة قطاعات التنمية من دون استثناء"، وأن تدخل الوكالة التي يرأسها، يتمحور بالخصوص حول تكوين الأطر والتعاون التقني والإنساني. وفيما يتعلق بتكوين أطر أفارقة بالمملكة، أوضح أن الوكالة المغربية للتعاون الدولي تعمل من أجل أن يتعزز هذا التعاون على مر السنوات. وأشاد السيد القدميري بمبادرات الوكالة التي تعد رافعة للدبلوماسية المغربية، مسجلا ، في هذا السياق ، أن المملكة أصبحت وجهة لعدد متزايد من الطلبة الأفارقة الراغبين في مواصلة دراساتهم العليا وفي تخصصات متنوعة. ومثل على ذلك بالعدد المتزايد سنة بعد أخرى للطلبة الماليين في المغرب، حيث أنه برسم سنة 2013 -2014، ارتفع عددهم إلى نحو 600، غالبيتهم الساحقة (85 في المائة) تستفيد من منحة من الدولة المغربية. وأضاف أنه منذ سنة 2000 وحتى الآن، حوالي 1200 شهادة تخرج منحها المغرب للطلبة الماليين، من دون احتساب الطلبة الذين يتابعون تكوينهم في القطاع الخاص. وفي ما يتعلق بالتعاون التقني بين المملكة وبلدان جنوب الصحراء على غرار باقي بلدان القارة، أوضح رئيس الوكالة أنه يتم وفق صيغة ثنائية في إطار اتفاقيات موقعة مع بعض البلدان، أو صيغة ثلاثية الأطراف تجمع المغرب مع بلدان مانحة ومنظمات دولية أو صناديق للدعم. واعتبر أن "هذا التعاون له أثاره الإيجابية على البلدان الإفريقية حيث يمكنها من الاستفادة من خبرة المغرب الذي يبدي حرصا على العمل لفائدة إفريقيا"، مشيرا إلى أن ذلك يتجسد من خلال الزيارات العديدة لجلالة الملك إلى البلدان الإفريقية الشقيقة والصديقة. وتابع السيد القدميري أن "كافة زيارات صاحب الجلالة الملك محمد السادس لإفريقيا جنوب الصحراء منذ اعتلائه عرش المملكة، أعطت دفعة كبيرة للتعاون بين المغرب وهذه البلدان، وجسدت بالملموس تشبث جلالته بتطوير روابط التعاون جنوب- جنوب". وبخصوص العلاقات المغربية- المالية، اعتبر رئيس الوكالة أن توقيع 17 اتفاقية يوم الأربعاء الماضي بباماكو، تأكيد على الالتزام القوي للمغرب بتعزيز العلاقات الثنائية مع هذا البلد الشقيق في مختلف المجالات. وقال "يتعلق الأمر بتجسيد التزامات المغرب على الأرض تجاه بلد شقيق مثل مالي"، مذكرا بأن الوفد الهام المرافق لجلالة الملك في زيارته المتواصلة لباماكو تدل ، مرة أخرى ، على رغبة المغرب ، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، في أن تظل يده ممدودة إلى بلد شقيق الذي هو مالي.