لا زالت بعض الدول العربية والإسلامية تعيش على رقعة صفيح ساخن بفعل الثورات و المظاهرات اللا متناهية ، و اخرى في حالة هدوء نسبي و ترقب حتى يكاد يخيل للمرء سماع رنين صمتها..الكل يطالب بالإصلاح،كل من موقعه،الكل يصرخ بيما فيهم الأبكم..البعض يهتف و يغني للثورات و البعض الأخر يشهر سيفه الخشبي و قلمه البلاستيكي لقتل سلطان سليط، و ايقاظ نار تحت الرماد او النفخ في الذخان لتعمى الأبصار.. فعوض ان نسب وننعل الظلام الدامس،فل نشعل شمعة ولو كانها ضوئها خافتا..وعوض ان نحكم على اي مشروع او مولود جديد وجب التأني والقراءة و استخدام العقل و المنطق بدلا من التربص و الإسراع في القذف, السب و القيل والقال،فتجد لبعض الناس عقولا في اذانهم عوض جماجمهم... لقد بزغ فجر جديد في تاريخ المغرب الحديث بدستور جديد فاق كل التوقعات،على عكس ما يسوقه البعض على انه دستور ممنوح، فإذا اعطيت للأعمى عيونك فلا شك انه سيطمع في حواجبك ايضا..و هذا بشرفي ما اصاب حركة 20 فبراير، فهذا ملك البلاد قد استجاب لكم فهل من مجيب؟ ماذا تريدون اكثر من دستور مغربي جديد يكرس الطابع البرلماني لنظام الحكم في المملكة..و نظام دستوري يقوم على أساس فصل السلطات وتوازنها وتعاونها، والديموقراطية المواطنة والتشاركية، وعلى مباديء الحكامة الجيد ة وربط المسؤولية بالمحاسبة".؟
ماذا تريدون اكثر من دستور يعطي صلاحيات واسعة لرئيس الوزراء و البرلمان؟ ماذا تريدون اكثر من دستور يضمن استقرار و امن البلاد بقبضة يد من ذهب و ليس حديد.. ماذا تريدون اكثر من دستور أبقى على الإسلام دينا للمغرب رغم ابتزاز الغرب لقادات الدول الإسلامية ليحولوها إلى علمانية.؟ ماذا تريدون اكثر من دستور يقوم على ترسيم الأمازيغية لبناء الدولة العصرية؟ فنعم للإسلام دينا للدولة المغربية وللملك أميرا للمومنين. نعم لدسترة الأمازيغية. نعم لدسترة كافة حقوق الإنسان. نعم لرئيس وزراء وحكومته كسلطة تنفيذية. نعم للبرلمان كسلطة تشريعية. نعم لقضاء مستقل. فلو فُعّلت بنود الدستور بالحرف على أرض الواقع سنكون أقوى دولة من حيث البنية السياسية الديمقراطية ومن حيث استقلالية السلط ونقط التقائها عند الشعب لخدمة الشعب. و من هذا المنبر الحر اقسم بالله العلي العظيم..رب العرش العظيم الذي رفع السماء بدون عمد ان حركة 20 فبراير لا ولن ينفع معها لا دستور إلهي و لا دستور وضعي حتى يجرو البلاد و العباد الى ما لا نهاية من الفوضى و العبثية و جحيم العراق...اقولها و اكررها بأعلى صوتي و لا أخاف في الحق من لومة لائم انه كلما ارتفع صراخكم..كلما غاب منطقكم..فكفاكم صراخا...