دحضت مجموعة قديمة من عظام الأطفال الرضع الاعتقاد القائل بأن الرومان كانوا يوأدون البنات لتحديد حجم عائلاتهم وتوصل الباحثون الى عملية الوأد كانت تطال الذكور كما الاناث. كان يُعتقد في السابق ان الرومان يمارسون قتل الأطفال بوأد أعداد أكبر من البنات لتغيير نسبة الجنسين لصالح الذكور. ولكن علماء آثار بريطانيين وجدوا بعد فحص عظام أطفال عمرها 1800 سنة اكتُشفت في انكلترا ان وأد الإناث لم يكن يُمارس أكثر من وأد الذكور.
ومن أصل 12 هيكلا عظميا عُثر عليها في منطقة يودن فيلا جنوب شرق انكلترا كانت سبعة هياكل تعود لاناث لم تكن بين أي منهن أم مشتركة. وخلص العلماء من ذلك الى ان الرومان لم يستخدموا وأد الأطفال لتغيير النسبة بين الجنسين لصالح الذكور. الأطفال ليسوا بشرا
وكان قتل الأطفال ممارسة شائعة نسبيا لتحديد حجم العائلة. وفي حين ان قتل الأطفال لتحديد حجم العائلة يُعد جريمة بشعة بمعايير العصر الحديث فان الرومان كانوا لا يعتبرون الطفل بشرا كاملا بل يكتسب إنسانيته بمرور الوقت وباجتيازه مراحل مثل إعطائه إسما وبدئه بأكل الغذاء الصلب. وأوضح علماء الآثار ان ثقافة روما ربما كانت تختلف اختلافا جذريا عن ثقافة بعض مستعمرات الامبراطورية الرومانية. وأشارت وثيقة كتبها جندي روماني كان يخدم في بريطانيا الى ان الرومان يوأدون البنات أكثر من البنين. إذ قال الجندي لزوجته ألا تكلف نفسها إبقاء رضيعهما إذا كان بنتا. وما عدا هذه الدليل لا توجد أدلة أخرى تُذكر على ممارسة الرومان قتل الأطفال. واستخدم العلماء تحليل الحمض النووي المأخوذ من الهياكل العظمية الاثني عشر للتوصل الى ان سبعة منها تعود الى إناث نظرا لعدم إمكانية التعرف على جنس الطفل من شكل العظام. ونقلت صحيفة الديلي ميل عن العالم البيولوجي المختص بدراسة الهياكل العظمية سيمون مايز ان الرومان كما اتضح لم يكونوا يمارسون وأد الأطفال لتغيير النسبة والتناسب بين الجنسين. وعلقت عالمة الآثار الحياتية كريستينا كيلغروف من جامعة ويست فلوريدا الأميركية على النتائج التي خلص إليها علماء الآثار البريطانيون بالقول ان العلماء بعد ان أصبح بمقدورهم استخدام الحمض النووي لتحديد جنس الأطفال بدأوا يعيدون النظر بالفرضيات الشائعة عن وأد الأطفال في العالم الروماني.