لم يفاجئ المجتمع المغربي "و لا العربي الإسلامي عموما" و هو يرى كيف طرد النظام العسكري الجزائري ل 77 لاجئا سوريا باتجاه المغرب و هو عدد رسمي يحمل في طياته العديد من الدلالات و الإيحاءات السياسية التي سنحاول إيرادها في هذه المقالة المتواضعة, لأن هناك دلالات على هذا الفعل الشنيع. الكل يعلم مدى عدوانية نظام الجنرالات الجزائري للحركات الإسلامية المعتدلة, خاصة منها التي وصلت إلى سدة الحكم في التسعينيات من القرن الماضي ضمن انتخابات حرة و نزيهة حصلت بموجبها جبهة الإنقاذ الإسلامية على أغلبية ساحقة من الشعب الجزائري لكن برنامجها كان لا يوافق سياسة الجنرالات سواء تجاه الشعب نفسه أو تجاه الجيران خاصة منهم المغرب. و هكذا دخلت الجزائر كما هو معروف و شائع ,لدى العامة, في دوامة عنف و نفق حالك منذ التسعينيات و حتى الآن. و اتسمت جل سياستها بالعنصرية بين العرب و الأمازيغ على أسس واهية, فصارت تقسم هؤلاء "عرب سنة" يجب حمايتهم و هؤلاء "أمازيغ إباضيون", بالقبائل, يجب محاربتهم و ما ذاك سوى ضحك على الذقون لا غير.فمن ذا الذي صار يصدق مثل هذه الترهات في هذا الزمن بالذات. الدلالات وراء طرد السوريين؟؟ الكل يشاهد كيف يعاني السوريون الأمرين فإما إلى جحيم الحرب الطاحنة في سوريا "البلد الأم" أو اللجوء عند الإخوة العرب و المسلمين للإقامة حتى تهدأ الأوضاع و تستقر و يعود الأمن ثم يعودوا أدراجهم, لكنهم تفاجئوا ما من مرة إما بسجنهم "كما في مصر" بداعي البلبلة و الانتماء للإخوان المسلمين أو طردهم و تشريدهم,كما فعل النظام الجزائري مؤخرا و أرسلهم للمغرب متعاملا معهم كأنهم قمامة و ليسوا أناس.و قد يتساءل بعض المهتمين عن سر هذه الفعلة الخبيثة و لكن الجواب معروف و وواضح و يقع ضمن سياسة الجمهورية الشقيقة و التي لا تخفي تبعيتها و دعمها كذلك لنظام بشار البعثي الاشتراكي البائد حتى و إن سفك ما سفك من شعبه و شرد ما شرد. و لكن المغرب الحبيب يأبى طرد الأشقاء السوريين ففي قلب شعبه متسع لجميع الأشقاء العرب و المسلمين و حتى الأفارقة.