وجاء العيد، أو ذكرى" المولد النبوي ،في يومها الثاني عشر من ربيع الأول،وكعادتنا كل سنة فقد احتفلنا به،بل إن مراسيمه لاتقل عن عيد الفطر،غير أن الأخير يسبقه شهر القرأن،أما الأول فيأتي بدون سابق إنذار،ولولى العطلة الرسمية،لما علم معظمنا بقدومه،ولعل الكل يعرف مراسيم الأعياد عندنا، غيرأن الإحتفالات تنقسم إلى نوعين، نوع يمر في جو طرب أندلسي وأمداح نبوية،تتخللها بعض الأطعمة التي تخص كل منطقة على حده،أما النوع الثاني فلا داعي للخوض في تفاصيله،فيشبه لحد كبير عيد الفطر،ولعل "كورنيش" عين الذئاب وماجاوره في ليلة العيد ستقدم لنا مؤشرات مهمة. نحن لن نتكلم عن كيفية الإحتفال بالعيد،ولكن ربما سأتكلم عن شيء أخر،لنقل مثلا عن "شرعية العيد"،خصوصا أنه يندرج في إطار ماهو ديني، لايختلف تلاثة على أن هذه الذكرى لم تكن موجودة في القرون التلاثة الأولى،ومن هنا تتجه طائفة إلى تحريم الإحتفال بهذه الذكرى،ويبقى دليلهم على ذلك،قولي الني صلى الله عليه وسلم: "خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم"،وأيضا"من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"،أي مردود على صاحبه ويحترم رأيهم غير أن الكثير اعتبر أن به نوعا من الغلو.
أما أول من احتفل بمولد النبي فهو حاكم أربيل شمالي العراق،وهو سعيد كوكبري وكان يلقب نفسه بالمظفر على حسب ما ذكر الإمام السيوطي،كما كانت تقام الإحتفالات في أغلب الدول الإسلامية لعل أبرزها الدولة الأيوبية في مصر والشام،وكذلك الخلافة العثمانية....لنعتبر ماقلته سابقا،حصة تاريخ لاأقل ولا أكثر،ولنتكلم عن الدوافع أو الدلائل التي يحتج بها هؤلاء من أجل تبرير إحتفالاتهم،ومن أجل التوازن بين الموقفين سأستدل بحديثين ،الأول أن النبي كان يصوم يوم الإثنين ويقول" هذا يوم ولدت فيه"،والثاني قول المصطفى"من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة"،ومن هنا بيدوا جليا أن لا حرج من التذكير والإحتفال بهذه الذكرى.
وفي الختام اود أن أشير أنه حتى لو أجاز أهل العلم الإحتفال بهذه الذكرى،فعلينا أن نحتفل بطريقة أخرى،أن نحتفل بقراءة سيرة النبي عليه السلام،ومعرفة كل صغيرة وكبيرة عن أهم شخصية تاريخية،حتى نتمكن من الإقتداء به والمشي في طريقه.