كشفت صحيفة إسرائيلية أن الخارجية المصرية أرسلت دبلوماسيين رفيعي المستوى للمشاركة بين الضيوف الذين جاءوا في حفل تأبين رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق آرييل شارون صباح الاثنين بالكنيست الإسرائيلي. وقالت صحيفة "تايم أوف إسرائيل"، في تقرير أوردته على موقعها الالكتروني أن السفارة المصرية بعثت دبلوماسيان بين العشرات من كبار الشخصيات الذين حضروا جنازة شارون بالكنيسة. وأضافت الصحيفة أن أسماء الدبلوماسيان لم تكن متاحة ورفض المتحدث باسم السفارة المصرية في تل أبيب التعقيب على الأمر. وكانت إسرائيل قد بدأت في مراسم تشييع جنازة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون وسط إجراءات أمنية مشددة قرب حدود غزة يوم الاثنين، وتترافق مناسبة التشييع مع حضور شخصيات عالمية على رأسها نائب الرئيس الأميركي في إطار تحرك دبلوماسي باتجاه عملية التسوية السياسية المتعثرة. ويجري تشييع شارون بمراسم عسكرية في مزرعة عائلته التي أوصى هو بأن يوارى الثرى فيها إلى جانب زوجته. وألقى آلاف الإسرائيليين نظرة الوداع أمس على شارون، حيث سجي جثمانه أمام مقر البرلمان في القدس. حضر مراسم التأبين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، إضافة إلى ممثلين لعدد من الدول يتقدمهم جوزيف بايدن نائب الرئيس الأميركي ، ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير. وقد توفي أرييل شارون (85 عاما) السبت في مستشفى شيبا بتل هشومير قرب تل أبيب بعد أن عاش في غيبوبة دامت ثماني سنوات بسبب جلطة دماغية خطيرة، قرر معها أبناؤه إبقاءه على قيد الحياة بمساعدة طبية. يشار إلى أن شارون بدأ مسيرته بالعمل في الأربعينيات ضمن عصابات الهاغاناه الصهيونية، ثم شارك في معظم حروب إسرائيل التي خاضتها مع دول عربية عدة. واشتهر شارون بأنه مهندس الاستيطان المكثف في الضفة الغربية وقطاع غزة، ومخطط الحرب على لبنان عام 1982 التي أطلق عليه بسببها لقب "جزار بيروت"، كما وقف وراء مذبحة مخيم صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين في لبنان، ودفعت تلك العمليات الفلسطينيين والعرب إلى وصفه بأنه مجرم حرب. ومن غزة إلى رام الله، ومن جنين إلى مخيمات اللاجئين في بيروت لم يخفِ الفلسطينيون ارتياحهم لوفاة شارون، وأعرب البعض منهم عن الأسف لعدم التمكن من محاكمته قبل موته، في حين تساءل البعض الآخر عن إمكانية القيام بذلك حتى بعد موته. كذلك اعتبرت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية أنه "من المؤسف أن يذهب شارون إلى القبر قبل المثول أمام القضاء لدوره في (مجازر) صبرا وشاتيلا (في بيروت عام 1982) وانتهاكات أخرى لحقوق الإنسان".