محمد باجي – مراسلة خاصة من ميدلت تعرف غابة أكرسيف بمنطقة إدزر وإقليم ميدلت عموما إستنزافا خطيرا للثروة الغابوية دون أن يحرك ذلك الإدارة المسؤولة عن أحواز المياه والغابات المديرة لتراب الإقليم ، وتتوزع الثروة الغابوية في حزام ميدلت على أنواع متعددة من الأشجار وهي الأرز ويشكل النسبة الكبيرة ، ثم شجر البلوط ( الكروش ) الذي يأتي في المرتبة الثانية في حين تبقى الأنواع الأخرى بنسب قليلة وتعرف المناطق التي يتم قطع أشجارها استنزافا من نوع آخر ويتم بالمواشي حيث يتعذر بعد ذلك نمو الأشجار المقطوعة ، والخطير في الأمر أن هذا الإستنزاف بنوعيه لا يقابل بفرض قانون الحماية المتعارف عليه وطنيا ودوليا ، وقد اكتشفنا ذلك في منطقة أكرسيف كنموذج وبالضبط في القطعة الغابوية رقم 71 التي تم تفويتها بالمزاد العلني ( الدلالة ) للمدعو ( أ . م ) في إطار صفقة التنقية وهي صفقة يقصد بها تنقية القطعة من الشوائب الزائدة والأشجار الرقيقة والمعوجة التي تستعمل في صناعة الفحم ، ونوعية أشجار هذه القطعة النموذج للإستنزاف هي البلوط والارز ( الكروش ) . وقد أكدت مصادرنا أن القطعة المذكورة تم شرائها على أساس أنها صفقة تنقية مسموح بقطع الربع منها فقط بمبلغ يناهز 27 مليون سنتيم ومساحتها أكثر من 70 هكتار وأن قوانين الإستغلال غير المضر تم تجاهلها حيث أن المستفيد من الصفقة قطع أكثر من نصف المساحة بل تجاوز ذلك إلى قطع الأشجار غير المسموح بقطعها وهي تحمل علامة المنع المتمثلة في الصباغة باللون الأحمر وتشمل النوع السوي والغليظ والذي يتجاوز سمك جذوره 10 سنتيمترات كما هو متعارف عليه لدى الحراس الغابويين . هذا وتجدر الإشارة إلى أن أصحاب الصفقة يقومون بتكوين كومات الحطب المعدة للحرق وصناعة الفحم أو ما يسمى في عرف الفحامين ب ( الكوشة ) في عين المكان وبالقرب من شجر الأرز مما يهدد الأرز القريب بالإنقراض وفي بعض الأحيان يتم قطع الأرز وبناء ( الكوشة ) مكانه دون حسيب ولا رقيب . والغريب في الأمر أن المسؤولين يعاينون القطع التي تحمل العلامة الحمراء تركب في المفحمة ويتغاضون عن ذلك ، زد على ذلك ما يقوم به صاحب الصفقة من تجاوزات ومن بينها شراء أكياس الفحم المصنوعة في مناطق أخرى وهي مسروقة من طرف صغار الفحامين الذين هم من أهالي المنطقة ويدخلها إلى حوزته كأنها مصنوعة في نفوذ صفقته ويلحقها دون وجه حق بالرخصة الممنوحة له وهي 120 كيسا للشاحنة ويطلق على هذه العملية السرقة القانونية . يذكر أن بعض حراس الغابة ( الفوليستية ) يسمحون بطريقة غير قانونية لأصحاب الصفقات بتحديد الأشجار التي لا يجب قطعها وتمييزها باللون الأحمر حيث يتم استهداف الأشجار السوية والسميكة بالقطع ، وهم أيضا يمدونهم بالصباغة في تناقض سافر مع عملية الحفاظ على الثروة الغابوية ويتم هذا بطبيعة الحال بمقابل مادي ورشاوي . وفي نفس السياق دائما أكدت مصادرنا أن منطقة ( أكرسيف ) القطعة رقم 71تتوفر فيها حاليا أزيد من 60 مفحمة معدة للحرق وحطبها مشبوه وأغلبه تظهر عليه العلامة الحمراء والبعض الآخر محكوكة صباغته بواسطة شفرة المنشار الآلي . إن المواطن بالمنطقة يستنكر هذه الأفعال الإجرامية ويندد بتفشي الرشوة داخل أجهزة حفظ الأحواز ويطالب بإيفاد لجنة تحقيق إلى عين المكان للوقوف على ما يجري من تجاوزات فالمفحمات المعدة للحرق وإنتاج الفحم يجب التحقيق في حطبها ومعاقبة الجناة ، حسب المواطنين دائما .