اكتشفت بعثة مصرية اسبانية في الأقصر بجنوب مصر رأس تمثال من الغرانيت الأسود في المعبد الخاص بالملك تحتمس الثالث الذي حكم البلاد قبل 35 قرنا ويراه مؤرخون أعظم الملوك في مصر الفرعونية ويلقبونه بنابليون العصر القديم. وقالت وزارة الدولة لشؤون الآثار اليوم الخميس في بيان إن الرأس الذي يبلغ ارتفاعه 29.6 سنتيمتر عليه شعر مستعار يلف مقدمة الرأس وينسدل إلى الجهة اليمنى.
وأضاف البيان أن تحديد هوية صاحب الرأس المكتشف يخضع للدراسة مرجحا أنه أحد ملوك الدولة الحديثة (نحو 1567-1085 قبل الميلاد) بعد تحتمس الثالث الذي حكم البلاد بين عامي 1482 و1450 قبل الميلاد.
وأعلن محمد إبراهيم، وزير الآثار، اكتشاف البعثة المصرية الإسبانية المشتركة أثناء أعمال الحفائر بالمعبد الجنائزي للملك تحتمس الثالث، والواقع بالبر الغربي بمحافظة الأقصر، رأسا من الغرانيت الأسود لأحد ملوك عصر الدولة الحديثة يبلغ ارتفاعه 29.6 سم وعرضه 24.3 سم، بينما يقدر سمكه ب26.9 سم.
وأشار وزير الآثار إلى أن المعاينة المبدئية لتفاصيل الرأس المكتشف ترجح أنه يخص تمثالا يمثل أحد الملوك، الذين جاءوا بعد فترة حكم الملك تحتمس الثالث، مضيفا أن تحديد هوية من يمثله الرأس يحتاج إلى المزيد من الدراسات والاكتشافات المستقبلة، التي ستساهم في الكشف عن المزيد من التفاصيل، وتحديد الحقائق حول الفترة التاريخية، التي ينتمي لها الرأس المكتشف.
من جانبه قال محمد عبدالمقصود، رئيس قطاع الآثار المصرية، إن الرأس المكتشف تم العثور عليه داخل الخندق الواقع بالجانب الشمالي للفناء الثاني بمعبد تحتمس الثالث، موضحا أن الرأس يظهر مرتديا الشعر المستعار بوجه مستدير وأذنين كبيرتين يبلغ ارتفاعهما حوالي 8 سم، كما تظهر العينان مكحلتين والحاجبيان كثيفين، مكسور الأنف والذقن إلا أنه لا يزال يحتفظ بأجزاء من الرقبة.
وكانت الأقصر الواقعة على بعد نحو 690 كيلومترا جنوبي القاهرة عاصمة لمصر في عصر الدولة الحديثة التي يطلق عليها المؤرخون والأثريون عصر الإمبراطورية الفرعونية. وتضم الأقصر كثيرا من أشهر آثار الفراعنة وعددا كبيرا من مقابر الملوك والملكات.