تسببت عاصفة (أليكسا) الثلجية، التي تجتاح عدة بلدان بمنطقة الشرق الأوسط، منذ مساء الأربعاء الماضي، في شلل تام في مرافق الحياة العامة بالأردن، خاصة بعد اشتدادها ليلة الخميس- الجمعة. وقال المركز الإعلامي في مديرية الأمن العام الأردنية، إن "المملكة ما زالت تشهد تساقطا للثلوج حتى صباح اليوم الجمعة، ما أدى إلى حدوث إغلاقات في معظم شوارع ومناطق المملكة"، مضيفا أن الجهات المعنية تعمل على إعادة فتح الطرق مع ساعات الصباح الأولى. كما دعا المواطنين إلى عدم استخدام مركباتهم في ظل هذه الظروف. وأشار إلى أن مركز القيادة والسيطرة تلقى خلال الساعات ال24 الماضية، 51 ألفا و942 اتصالا، منها 9345 بلاغا متعلقا بالحوادث المختلفة، كما وقعت عدة حوادث مرورية في مختلف أنحاء المملكة. من جهته، دعا مدير إدارة الإعلام والتثقيف الوقائي في المديرية العامة للدفاع المدني، العميد فريد الشرع، المواطنين إلى "عدم المجازفة بالخروج إلا للضرورة، والالتزام بالنصائح والإرشادات الصادرة عن الدفاع المدني والأجهزة المختصة خلال هذا المنخفض، وعدم الاستهانة به حفاظا على سلامتهم". وأهاب الشرع في تصريح لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، بالمواطنين الإقلال من الحركة ما أمكن، نظرا للظروف الجوية التي تسود المملكة وما يتخللها من تراكم للثلوج. وأضاف أن عناصر الدفاع المدني تواصل، ولليوم الثالث على التوالي، جهودها في التعامل مع الحوادث المختلفة، التي توزعت مابين حالات إسعاف وإنقاذ وحوادث شفط المياه وتحرير المحاصرين، وغيرها من الحوادث خلال هذا المنخفض الجوي الذي تشهده المملكة. وأشار إلى أن المديرية العامة للدفاع المدني تعاملت، من خلال مراكزها المنتشرة في جميع أنحاء المملكة، خلال ال24 ساعة الماضية مع 278 حادثا مختلفا في مجال الإطفاء والإنقاذ، نتجت عنها 38 إصابة، في حين تم التعامل مع 583 حالة مرضية مختلفة، منها 140 حالة غسيل كلى، فضلا عن 48 حالة ولادة بعضها أجريت داخل سيارات الدفاع المدني. وتابع أنه جرى أيضا تأمين 611 شخصا حاصرتهم مياه الأمطار والثلوج في مختلف محافظات المملكة، نتيجة جنوح مركباتهم عن الطرق، وعدم القدرة على مواصلة مسيرهم. وبسبب سوء الأحوال الجوية قرر رئيس الوزراء الأردني، عبد الله النسور، تأخير الدوام في الوزارات والدوائر والمؤسسات الحكومية والمدارس لمدة ساعتين صباح يومي السبت والأحد، على أن يبدأ الدوام عند الساعة العاشرة صباحا، باستثناء المؤسسات والدوائر التي تقتضي طبيعة عملهم خلاف ذلك بسبب الأحوال الجوية الطارئة. وتجدر الإشارة إلى أن بلدان منطقة الشرق الأوسط، خاصة الأردن ولبنان وسورية وفلسطين، توجد تحت تأثير منخفض جوي عميق تمركز فوق جزيرة قبرص، وتشكل على إثر اندفاع رياح شمالية قطبية شديدة البرودة وقطبية المنشأ من روسيا والبحر الأسود وتركيا إلى المنطقة.