قبل أن يلج أصحاب الجلابيب البيض باب مقر المديرية العامة لحماية التراب الوطني ، فرض عليهم رجال الحموشي وضع هواتفهم المحمولة في الأمانات ومع أن بعضهم رفض ذلك في بادئ الأمر لكن الأوامر الصارمة حالت دون احتفاظهم بنقالاتهم . حتى يتمكنوا من ولوج البناية البالغة المساحة ما يقارب 27 هكتارا . مقر الديستي محاط بمئات الأشجار من الفلين والكاليبتوس ، به الكثير من العقبات التي تشبه الهضاب ، يتكون من بنايات حديثة العهد بالإنشاء وأخرى تعود لتاريخ بناء الجهاز سنة 1973 ، تحتوي على الكثير من المكاتب الإدارية ، فضلا عن أخرى للتداريب النظرية والتطبيقية التي يتلقى خيرة المتخرجين من المعهد الملكي للشرطة . إدارته لا تتجاوز طابقا واحدا لكنها مكونة من الكثير من المكاتب .
قبل استقبالهم من لدن المسؤول الأول عن الإستخبارات المغربية ، جلسوا في قاعة اجتماعات كبرى ، بعدها خرج عليهم رجل طويل القامة أبيض البشرة حليق الدقن واللحية ، محاطا بالكثير من أعوانه رجالا ونساءا ، وكان هذا بمثابة أول لقاء للبرلمانيين بعبد اللطيف الحموشي .
أخبرهم خلال هذا اللقاء أن لديه أوامر ملكية من أجل الإجابة عن كل استفساراتهم حسب ما جاء في العدد الأخير من أسبوعية الأيام لصاحبها نور الدين مفتاح .
أكد لهم كذلك أن كل مرافق المبنى مفتوحة في وجوههم ، قبل أن يقرأ عليهم رسالة مكتوبة بدقة متناهية ، وهو يحاول الإيحاء لهم أنه معتاد على مثل هكذا لقاءات .
الرسالة المذكورة كلها دفاع عن المؤسسة التي يديرها ، لكون أسباب نزول الظيارة المفاجئة والفريدة من نوعها جاءت من أجل الوقوف على حقيقة الإتهامات الموجهة لإدارة الديستي ، والتي تفيد أنها عبارة عن معتقل سري للتعذيب والإختطاف .
بهذا الخصوص دافع وريث حراري عن جهازه باستماتة ، ومن جملة ما قال أن : "أطر وكفاءات هذا الجهاز تتفانى في عملها وتترك مصالحها الشخصية لتخدم الوطن ، وتبذل في سبيل ذلك قصارى جهدها ولا تستفيد من العطل العادية غالبا ختى تحافظ على سلامة وأمن الوطن ..."
شرح رئيس المخابرات للبرلمانيين الكثير من الأمور التي تخص مؤسسته ، وقال أن رجاله أحبطوا ما يقارب 103 عملية إرهابية . فضلا عن وقوفه حاجزا ضد تسرب السلاح للمغرب .
من أجل أداء واجبه على أكمل وجه فإن الجهاز حسب نفس الجريدة ، يتوفر على أحدث التقنيات التكنلوجية من رصد وتتبع الأفراد والشبكات المشكوك فيهم ، بالإضافة لكل هذا يتوفر أيضا المعقل الرئيسي للإستخبارات المغربية على مخازن للأسلحة يتدرب عليها رواده ، خاصة من الذين يحرسون الشخصيات الهامة في البلاد و من ضيوف المغرب من العيار الثقيل .
قبل أن يودعم ، أخبر الحموشي مسؤولي الفرق بالغرفتين الأولى والثانية أن جهازه مخصص فقط في جمع المعلومات والتحقق منها ، بعد ذلك تقديمها للجهات المختصة كل حسب اختصاصه . وأضاف : "لسنا في حاجة إلى التعذيب لأن لدينا إمكانيات علمية وتقنيات حديثة تسهل علينا الوصول إلى الحقيقة دونما عنف"