تم أول أمس الثلاثاء بمقر غرفة التجارة والصناعة والخدمات لخريبكة، تقديم وتوقيع آخر إصدارات عميد القصة المغربية الكاتب والقاص أحمد بوزفور تحت عنوان "نافذة على الداخل"، بمشاركة كل من الناقد المولودي السعدي والأستاذ الباحث الحبيب ناصري. ويضم الإصدار (75 صفحة من الحجم الصغير- منشورات طارق) ، الذي جرى تقديمه بدعوة من بيت المبدع بمدينة خريبكة، 12 قصة قصيرة وهي "المكتبة" و"شخصيات خاصة جدا" و"التعب" و"الوحشة" و"الحزن" و"البكاء" و"الحب" و"الفرح" و"الصمت" و"الظل" و"الشك" و"الكهف" . وقال رئيس بيت المبدع فرع خريبكة عبد الرحمن الوادي، في كلمة افتتاحية لحفل التوقيع ، إن اختيار أحمد بوزفور كأول ضيف لم يكن من قبيل الصدفة، وإنما أملته دواع ذاتية وموضوعية تمثلت با?ساس في إعطاء زخم قوي منذ البداية ?نشطة الفرع في هذا الموسم الثقافي الجديد، مبرزا أن القاص له باع طويل في مجال القصة القصيرة بالمغرب والوطن العربي عامة مما بوأه مكانة "شيخ طريقة" بكل جدارة واستحقاق. وأشار إلى أن هذا اللقاء يندرج في إطار "تحطيم الجدار الفاصل بين المبدع والمتلقي حتى يتسنى له الاطلاع على التجربة الإبداعية لبوزفور عن كثب في جو عائلي وحميمي بعيدا عن كل مظاهر التصنع والتمنع". وفي مقاربة متن المجموعة القصصية (نافذة على الداخل)، توقف الناقد المولودي السعدي عند العنوان كعتبة أساسية حيث أبرز أن تركيبه جاء مخلخلا للطبيعة والعادة لكون النافذة مشرعة على الداخل لا على الخارج، وأنها في حقيقة الأمر ليست نافذة واحدة بل هي مجموعة نوافذ، جمع بصيغة المفرد، تطل على جراحات الذات. وسلط الناقد الضوء على كل نص على حدة من النصوص الإثني عشر التي يضمها الكتاب من خلال تفكيكه لتيماته إلى ما سماه هو بÜ "تشظياته"، ثم انتقل إلى تعداد مختلف تمظهرات الشخصيات الواردة، وجعل أهمها استحضار شخصيات تراثية معروفة سواء العربية منها أو الغربية. وخلص إلى أن الكاتب أحمد بوزفور "نيتشوي الهوى" لا يفتأ يكابد عناء السؤال الوجودي، و"سرديته" تمتح من مشارب فكرية عدة، تسجل ضمن الكتابات المنشدة للحداثة وما بعد الحداثة، متجاوزة بذلك التقنية السردية التقليدية. من جانبه، ركز الحبيب ناصري في المجموعة القصصية على شعرية العناوين التي قسمها إلى محورين اثنين أساسيين هما المحكي والذهني، وكذا الصورة التي تزين غلاف المجموعة والتي اعتبر، من موقعه كمهتم بالمجال السينمائي، أن المحكي يقدم مادة دسمة لكتاب السيناريو. بدوره عبر القاص أحمد بوزفور في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن سعادته لدعوته من طرف بيت المبدع بخريبكة لإطلاع المثقفين بالمدينة على آخر إصدارته "نافذة على الداخل" التي يربط بين قصصها الإطلالة على داخل شخصية القاص والتي تتعدد مناحي اهتماماتها وعواطفها ومشاعرها. وفي ختام هذا الحفل أتحف القاص الحضور بقصتين من قصص مجموعته القصصية الجديدة "نافذة على الداخل" وهما "البكاء" و "الحب" قبل أن يقوم بتوقيعها لقرائه الذين استقبلوه بحفاوة كبيرة.