فيها مع انها صلاة مباركة مشهودة اقسم الله بوقتها فقال تعالي (والفجر و ليال عشر) القضية ليست ركعتان تستيقظ مبكرا لكي تصليهما بل الموضوع أكبر من ذلك بكثير، إنها صلاة تبدأ بها يومك، صلاة تحفظك باقي اليوم، صلاة تبارك لك فيما تقوم به خلال يومك وتوفقك دائما إلى الخير والأخيار، صلاة تزكي بها نفسك وتطهر بها قلبك، صلاة تمنحك طاقة روحانية وقوة جسدية وصفاء ذهني وأمل في الحياة يعينك على العمل والانتاج والتطور والنمو، ألا يكفي ذلك كي نحافظ عليها ونسعى جاهدين بكل الوسائل كي نقوم ونؤديها في وقتها. فكم من أجور ضيعتها يوم نمت عن صلاة الفجر كم حسنات ضيعتها يوم سهوت عن صلاة الفجر او أخرتها كم من كنوز فقدتها يوم تكاسلت عن صلاة الفجر كثير منا يعطي اهمية للدوام والاستيقاظ له اكثر من الصلاة المشهوده من الملائكة وهي صلاة الفجر . فأيهما اولي عندك وايهما تحب ان تقابل ربك به وربما لا نعرف فضائل صلاة الفجر والثواب العظيم الذي يمكن أن نناله لو حافظنا على أدائها في وقتها في جماعة، وما يلي بعض من هذه الفضائل: 1- – يقول الله عز وجل ” إن قرآن الفجر كان مشهودا ” وقرآن الفجر هو صلاتها في جماعة والاستماع للقرآن أثناء القيام فيها، فيا له من جو روحاني مليئ بالإيمان تشهده الملائكة وتشهد على وجودك فيه عند الله، وهذا يكفي لإسعادك دنيا وآخرة. 2- قال صلى الله عليه وسلم ” من صلى العشاء في جماعة فكأنما صلى نصف الليل ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله " ومن لا يتمنى ألا يصلى الليل كله حتى يأخذ من الأجر والقرب من الله ما يسعده في الدنيا والآخرة. 3- قال صلى الله عليه وسلم ” ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها " ألا يكفي هذا الحديث حتى لا نفضل الاستيقاظ للذهاب للعمل الدنيوي على الاستيقاظ لصلاة الفجر حتى نسعد في الدنيا وفي الآخرة. 4- قال صلى الله عليه وسلم ” من صلى البردين في جماعة دخل الجنة " والبردان هما صلاة العصر وصلاة الصبح، وأي شيئ نريده أغلى وأحسن من الجنة. 5- قال صلى الله عليه وسلم ” من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله " أي في ضمانه وحمايته ورعايته، ومن أفضل من الله يحفظك ويحميك ويرعاك من شر نفسك ومن شرور الآخرين. وبعد أن عرفنا كل هذه الفضائل، كان لزاما علينا أن نسعى جاهدين نلتمس كل الوسائل التي تعيننا على الاستيقاظ والقيام كي نصلي الفجر في وقته وفي جماعة، وما يلي بعض من هذه الوسائل: 1- أخلص لله تعالى، وكن مستعدا لأن تضحي بكل شيء في سبيل رضاه بعدم تضييع صلاة الفجر. 2- اعزم على الإستيقاظ لصلاة الفجر، فإن الانسان إذا أراد شيئا سوف يفعله ولو شعر بقيمته فسوف يركز كل جهده لكي يقوم به وطالما أنك ذو عزيمة قوية فسوف يساعدك الله على تنفيذ ما تريد طالما أنك جاد وهمتك عالية وهدفك سامي. 3- تجنب الذنوب وطهر قلبك من المعاصي، انظر إلى قلبك ستجد فيه كبر أو حسد أو غضب أو حقد أو رياء وهذا ما يقعدك عن صلاة الفجر، فنقي قلبك وتب إلى ربك وأسأله المغفرة. 4- أدع الله أن يمن عليك بالقيام لصلاة الفجر، فالله هو الذي يوقظك من نومك، فاجعل لنفسك ورد يومي تدعوه فيه بإخلاص أن يوفقك إلى القيام لصلاة الفجر في جماعة. 5- انقذ نفسك من أصحاب السوء وابحث عن صحبة صالحة تذكرك وتشجعك وتساعدك على القيام لصلاة الفجر. 6- نم مبكرا متوضأ على جنبك الأيمن وقل أذكار النوم وأخبر الناس بنظامك هذا حتى لا يتصل أو يزورك أحد بعد ساعة معينة تحددها لهم، وهذا ليس عيبا بل العيب هو السهر وتضييع صلاة الفجر. 7- لا تكثر من الأكل قبل النوم، لأن الأكل الكثير يسحب الدم من الجسم والمخ إلى المعدة والأمعاء لهضمه، ويصاب المخ لذلك بشبه غيبوبة ويصبح قيامك لصلاة الفجر شبه مستحيل بالإضافة إلى الكوابيس والأحلام المزعجة التي تأتيك من الأكل الكثير قبل النوم. 8- اكتب بوضوح وبخط كبير فضائل الفجر وصلاته في جماعة على ورق كبير وعلقه في مكان ظاهر في البيت بحيث تراه دائما فيذكرك بالثواب العظيم ويشجعك على القيام لصلاة الفجر باستمرار، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن هذا الورق الكبير يراه غيرك في البيت فيتذكر صلاة الفجر ويحاول الاستيقاظ لأدائها في وقتها وكل هذا في ميزان حساناتك. 9- اضبط المنبه على آذان الفجر واجعله بعيدا عنك حتى تضمن القيام من النوم إليه لتغلقه. 10- اتفق مع أحد أصحابك أن يرن عليك ليوقظك لصلاة الفجر، والأحسن أن يكلمك حتى يضمن استيقاظك وعدم عودتك للنوم مرة أخرى، وبمجرد استيقاظك يكون عليك واجب أن توقظ شخص آخر