اغتيل ضابط في جهاز الامن الوطني المصري مساء الاحد في القاهرة برصاص مسلحين مجهولين، كما اعلنت وزارة الداخلية. وقالت الوزارة ان في بيان انه ليل الاحد "وأثناء توجه المقدم محمد مبروك إلى مقر عمله، وحال مروره بالسيارة التي يستقلها بشارع نجاتي سراج بدائرة قسم شرطة أول مدينة نصر، قام مجهولون يستقلون سيارة بإطلاق عدة أعيرة نارية تجاهه مما أدى إلى استشهاده".
وألقى مسؤولون أمنيون في مصر بالمسؤولية في قتل المسؤول الامني على إسلاميين متشددين في واحدة من أبرز الهجمات منذ عزل الجيش الرئيس الإسلامي محمد مرسي إثر احتجاجات شعبية حاشدة.
وقال مسؤول أمني "تحقيقاتنا تشير الى تنفيذ إسلاميين متشددين الاغتيال بدوافع سياسية... كانوا ينتقمون من مبروك لأنه تولى ملفا شديد الأهمية."
من جهتها نقلت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية عن مصدر امني لم تذكر اسمه ان "الضابط الشهيد كان مسؤولا عن متابعة ملف الإخوان بقطاع الأمن الوطني".
وقالت مصادر أمنية إن مبروك قتل بسبع رصاصات. ولم تعلن اي جماعة المسؤولية عن الهجوم.
وزادت وتيرة الهجمات التي تستهدف عسكريين ومسؤولين في قوات الامن والجيش منذ عزل الاخير في تموز/يوليو الرئيس محمد مرسي المنتمي الى الاخوان المسلمين وشن حملة اعتقالات ضد قيادات الجماعة.
وكانت مجموعات اسلامية متطرفة تبنت هجمات وعمليات اغتيال مماثلة حصلت في القاهرة كان ابرزها محاولة الاغتيال الفاشلة لوزير الداخلية محمد ابراهيم الذي استهدف موكبه في ايلول/سبتمبر بتفجير عبوة ناسفة ادى الى مقتل شخص ونجاة الوزير.
وقالت "بوابة الأهرام" على الإنترنت نقلا عن مصدر أمني إن ثلاثة أشخاص شاركوا في اغتيال مبروك. وأضافت أن مبروك كان يشارك في جمع التحريات في قضية محاولة اغتيال وزير الداخلية التي أعلنت جماعة إسلامية متشددة تنشط في سيناء مسئوليتها عنها في اكتوبر/تشرين اول.
وقال مصدر قضائي طلب ألا ينشر اسمه إن مبروك كان مشاركا أيضا في جمع التحريات في قضية هروب مرسي وأعضاء قياديين آخرين في جماعة الإخوان المسلمين من سجن وادي النطرون شمال غربي القاهرة في خامس أيام الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك عام 2011. وكانت السلطات ألقت القبض عليهم قبل ذلك بيوم.
وقطاع الأمن الوطني هو التسمية الجديدة لجهاز مباحث أمن الدولة الذي اشتهر في عهد مبارك بتعذيب وملاحقة معارضين سياسيين.
وكان وزير الداخلية أعاد قبل شهور إلى الخدمة بقطاع الأمن الوطني ضباطا أبعدوا من جهاز مباحث أمن الدولة بعد الانتفاضة كما أعاد جمع التحريات السرية عن التيار الديني.
وبعد عزل مرسي تصاعدت هجمات متشددين إسلاميين يعتقد أنهم يؤيدونه على أهداف للجيش والشرطة في محافظة شمال سيناء. وتوقع محللون أن تمتد الهجمات إلى خارج المحافظة التي تتاخم إسرائيل وقطاع غزة ولا توجد بها كثافة سكانية وتتخللها جبال وعرة.
وتتهم الحكومة المدعومة من الجيش جماعة الاخوان بممارسة العنف.
ومن المرجح ان يثير اغتيال مبروك المخاوف من امتداد عمليات المتشددين الى خارج حدود سيناء حيث صعد متشددون هجماتهم منذ عزل الجيش مرسي.
وأضرت الاضطرابات السياسية وهجمات المتشددين الذين يتبنون فكر تنظيم القاعدة في سيناء بالسياحة والاستثمار في مصر.
وشن إسلاميون متشددون حملة مسلحة في مصر في التسعينات أخمدها مبارك في نهاية المطاف.