يتداول نشطاء العالم الإفتراضي عبر قناة اليوتيوب مشهد من شريط مصور يَظهر فيه شلة من بلطجية وفلول النظام الإنقلابي بمصر وهم يعتدون ضربا وسحلا على رجل ملتحي ، وعندما سأل أحد المتواجدين عن سبب الضرب والسحل ، أجاب كل البلاطجة بكلمة واحدة.. لأنه إخواني ، اضطرحينها السائل أن يسألهم مرة ثانية ، و ما هو تعريفكم للإخواني ؟ فأجابوا "عندو لحية" إمربي دقنو" !هذه الحادثة قد تختزل الكثير مما يمكن قوله عن سياسة التحريض التي أدكت نارها وسائل الإعلام المصري المأجور سواء كان مسموعا أومرئيا أو مقرؤا ، لتكوين ثم إنتاج مواطن مسلوب الوعي ، ومغيب الفكر، وكاره للآخر دون اية حيثيات أو دراية . وذكرني مشهد الإعتداء على الرجل الملتحي بوجهة نظر سمعتها ذات يوم من شاب وقد كنا نناقش بمعية بعض الأصدقاء موضوع اقتحام عصابة الإحتلال الصهيوني أيام الملعون " آرييل شارون" لمخيم "جنين" ، وحين ذكر اسم مخيم ، عقب الشاب بالدارجة المغربية " الفلسطينين يستحقوا لي تيجراليهم هما في الحرب أو ما وتاهم غير التخيام ، أحنا لبحر غير حدنا ومعدناش لحرب أو قليل ليتيخيم فينا " !هذا الخلط بين المخيم كمكان يقصده الإنسان قصد الترفيه والإستجمام والمخيم كوطن بديل لجأ اليه أناس فروا من جحيم آلة القتل التي لا تخطئ حتى الأطفال ، لم يكن زلة فهم تخص الشاب وحده ، بقدر ما هو زلة سياسة مناهج تعليمة فاشلة تعتمد وسيلة الحفظ عن ظهر قلب ، على طريقة ما نسميه في المدرسة "الكريد " دون تلقين الطالب طريقة صياغة وفهم المقال تبعا للمقام . ومن يدري لعل الكثير من الناس اليوم يخلطون بين مخيمات تيندوف الإنفصالية و مخيمات الأطفال الصيفية !وبالعودة الى مصطلح اخواني من خلال الإعلام المصري المضلل ، فهو من المصطلحات التي لا تستخدم على الاطلاق الا اذا تطلب السيّاق توضيح مفهوم آخر مضاد يخدم أهوائهم ونزواتهم . فهو بالنسبة للبعض فك ارتباط جذري مع دين الوسطية كما يراها قادة لإنقلاب ومن يجري في فلكهم ، وليس كما يراها كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وبالنسبة لآخرين مفهوم يخدم الأجندة الغربية حتى وإن كانوا هم من يعقدون الصفقات المشبوهة نهارا جهارا مع أعداء الوطن والأمة والدين . واذا كان بلاطجة النظام الإنقلابي وفلوله قد ارتكبوا جريمة الضرب والسحل في حق رجل مسالم ليس لسبب سوى انه إخواني بناء على وجهه الملتحي ، فما الذي كانوا سيفعلونه لو التقوا صدفة مع حاخام أو قسيس له لحية ، أو داروين و ماركس وغيرهم.. من الذين كانت لهم لحى كثيفة رغم معاداته للدين واعتباره مجرد أفيون للشعوب !؟ أم أنهم لم يقرؤا او يسمعوا عن ماركس وغيره ... !؟ فمن يتخذهم الإنقلابيون وسيلة لنفيذ جرائم الإعتداء سواء كانت ضربا أو سحلا أو اغتصابا أو قتلا أو سجنا بدون حق هم على الاغلب أميّون ثقافيا وسياسيا وانسانيا ، ولا يدركون ماذا جنوا الا بعد فوات الأوان. ان اللحية أو الحجاب ليسوا هوية الا في ثقافة اخترقتها آفة الأمية المنظمة والتجهيل الممنهج حتى النخاع ، لتصبح الكراهية التي تسعر نارها البرامج الفضائية المضللة أداة لإقصاء الآخر وتحييده تدريجيا. فمن اتهمم المواطن المصري بالأخونة الى تخوينه ثم تكفيره والإفتاء بإهدار دمه كما فعل مفتي الإنقلاب علي خمعة ، ومن ادعاء الديموقراطية وحرية الإختيار الى احتكار السلطة و حرمان الآخرين تداولها والتنكيل بهم كما فعل سوسو وعصابته والحصيلة هي المقولة الشهيرة " شعب مجهل وإعلام مضلل يقودان إلى حاكم ديكتاتوري معبود " حيث يتحول الضرب والسحل والقتل والإغتصاب والتحرش الجماعي واليومي والذي لا تسلم منه حتى المحجبات والمنقبات في مصر من انقلاب الى ثورة يصفق لها و تستقبل بتسلمي الأيادي رغم أنها أيادي سفاح ملطخة بدماء الأبرياء!