إذا كانت جماعات إسلامية أخرى في المغرب تمثل الجناح السروري للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، فإن جماعة العدل والإحسان تعتبر الفرع الطرقي للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، ولا يعني ذلك الارتباط التنظيمي الهرمي ولكن هناك تنسيقات كثيرة تتم في ظل منظمات دولية كلها منظمات موازية للإخوان المسلمين كالاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، الذي يترأسه شيخ الفتنة الطائفية ومفتي التدخل الأجنبي في البلدان العربية وينتمي إليه محمد عبادي، الأمين العام للجماعة الذي لا يكاد يبين ويفعل به فتح الله أرسلان ما يريد، كما يلتقون بالتنظيم الدولي عبر قناة الحوار اللندنية المملوكة للإخواني الفلسطيني عزام التميمي، الذي أجرى حوارات السيرة الذاتية لعبد السلام ياسين مؤسس الجماعة ومرشدها حيا وميتا، كما يلتقون في مناسبات أخرى، وقد حضر محمد الحمداوي، مسؤول العلاقات الخارجية بالجماعة، لقاءات بالقاهرة حول قضايا مثل سوريا في مؤتمرات حضرها قتاليون من سوريا. لهذا لا نستغرب أن يبعث الحمداوي رسالة تعزية وتضامن مع محمد البلتاجي، القيادي في جماعة الإخوان المسلمين. وقال الحمداوي في رسالته "لقد تابعنا وما زلنا نتابع بحزن وأسى عميقين الأعمال الإجرامية الوحشية التى ينفذها الانقلابيون منذ يوم 14 أغسطس 2013 في حق أبناء وبنات مصر الشرفاء بميداني رابعة العدوية والنهضة وباقي ميادين وشوارع القاهرة ومختلف المحافظات". في هذه الكلمة قضايا كثيرة رغم صغرها. فهي تتحدث عن الأعمال الإجرامية للانقلابيين. فلا يقول بالانقلاب العسكري إلا الإخوان المسلمون وبعض المتسترين خلف شعارات أخرى لكن لم يخالفوا الإخوان في شيء حتى لو شربوا البول لشربوه. فما وقع في مصر هو انحياز للمؤسسة العسكرية لحماية الثورة الشعبية من الأعمال الهتلرية لمحمد مرسي الرئيس المعزول وجماعة الإخوان المسلمين وتنظيمها الخاص الذي هو عبارة عن مليشيات مسلحة أسسها حسن البنا سنة 1940 وقامت باغتيالات كثيرة وحاولت قتل الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر.
ووصفت الكلمة معتصمي رابعة العدوية والنهضة بالشرف فتلك قمة الخساسة والدناءة وقد شهد العالم فضائح الإخوان الأخلاقية في الميادين.
ومن سوء حظ البلتاجي أنه مباشرة بعد نشر رسالة الحمداوي كانت السلطات الأمنية المصرية تلقي عليه القبض داخل إحدى الشقق السكنية بمحافظة الجيزة.
وكان بصحبة البلتاجي خالد الأزهري وزير القوى العاملة السابق في حكومة هشام قنديل، وكذلك القيادي بالجماعة جمال العشري، وتم إلقاء القبض عليهم جميعاً.
وعلى الفور تم إيداع البلتاجي في سجن ليمان طرة بشكل منفرد، في حين أودع الأزهري والعشري بسجن بملحق المزرعة.
وقد توارى البلتاجي عن الأنظار بعد فضّ اعتصامي الإخوان في رابعة العدوية والنهضة في الرابع عشر من الشهر الجاري.
وقامت أجهزة أمنية رفيعة المستوى بتعقب المتهم في محافظتي المنوفية والمنيا أثناء تسجيله رسالتي الفيديو اللتين بثتا خلال الأيام القليلة الماضية.
وأوضح وزير الداخلية أنه تم إلقاء القبض على المذكورين تنفيذاً لقرارات النيابة العامة بضبطهم وإحضارهم على ذمة العديد من القضايا.
وقد شنّ البلتاجي هجوماً لاذعاً على السلطات الحالية في مصر وحمّلها مسؤولية العنف في البلاد، واصفاً عزل مرسي بالانقلاب العسكري.
وانتقل فريق من محققي نيابة مصر الجديدة إلى سجن ليمان طرة لبدء التحقيق مع القيادي الإخواني محمد البلتاجي في 3 قضايا متهم فيها بالتحريض على القتل والشروع فيه والاشتراك في اختطاف وتعذيب رجال الشرطة، والتحريض على أحداث العنف والاشتباكات النارية المسلحة التي شهدتها البلاد مؤخراً.
ومن المقرر أن تقوم النيابة باستجواب البلتاجي فيما هو منسوب إليه من اتهامات بالتحريض على القتل، وتحريض أعضاء تنظيم الإخوان المسلمين على حيازة الأسلحة النارية والذخائر غير المرخصة في مواجهة أفراد وضباط القوات المسلحة وقوات الشرطة أمام دار الحرس الجمهوري، وهي الأحداث التي جرت في شهر يوليو الماضي.
هذا هو البلتاجي الذي يدعوه الحمداوي إلى الصبر حتى النصر ولهذا ينبغي أن نفهم كلمة الصبر عند الجماعة بأنها إعلان حرب.