وضعت مؤسسة محمد الخامس للتضامن مسألة التكفل بذوي الاحتياجات الخاصة في صلب اهتمامها، وذلك من خلال إحداثها للعديد من المشاريع المندمجة الرامية إلى تمكين هذه الفئة من الولوج إلى الخدمات الاجتماعية الأساسية، وضمان إدماجها الاجتماعي والمهني، مكرسة بذلك رسالتها النبيلة المتمثلة في نشر قيم التضامن ومد يد العون لمختلف الفئات في وضعية هشاشة، والاهتمام بالعنصر البشري باعتباره ركيزة العملية التنموية. وتعمل المؤسسة التي عززت رصيد منجزاتها لفائدة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة بإحداث فرع جهوي للمركز الوطني محمد السادس للمعاقين، أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، على تدشينه اليوم الأربعاء بفاس، على تعبئة كافة الوسائل الضرورية لضمان استقلالية الأشخاص المعاقين، معتمدة في ذلك مقاربة مندمجة تحيط بكافة جوانب التكفل بهذه الفئة. وتقوم هذه الاستراتيجية أساسا على دعم المؤسسات والجمعيات التي تعمل في الميدان، وتكوين وتأهيل المعاقين، من أجل اندماج اجتماعي ومهني، وخاصة من خلال البرنامج الوطني لإنشاء مراكز التكوين، بشراكة مع مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، إضافة إلى إرساء بنيات تقدم خدمات اجتماعية وتربوية وطبية. وتجسيدا لهذه الاستراتيجية، أنجزت مؤسسة محمد الخامس للتضامن أعمالا متعددة لفائدة الاشخاص في وضعية الإعاقة بمختلف أصنافها، وذلك من خلال إحداث وتهيئة مراكز متخصصة وتوفير التجهيزات ودعم الجمعيات المشتغلة في هذا المجال. كما عملت المؤسسة على وضع برامج مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة جسديا وحسيا، وأنشأت 15 مركزا للتكوين التأهيلي في مختلف المهن المناسبة للإعاقة، يديرها مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل. وبالنسبة للمعاقين ذهنيا، شملت أعمال المؤسسة إنجاز مراكز الاستقبال والتكفل التربوي، والولوج إلى الرعاية الصحية والتكوين المهني الذي يتيح الحصول على الشغل. وإذا كان المركز الوطني محمد السادس للمعاقين بسلا الذي تأسس سنة 2006 يشكل قطب الرحى ضمن المجهودات التي تبذلها المؤسسة لفائدة ذوي الاحتياجات الخاصة، فإن أداء هذا المركز قد تعزز على مدى السنوات السابقة بإحداث فروع جهوية له في كل من وجدة وآسفي ومراكش، إضافة إلى المركز الجهوي لفاس الذي رأى النور اليوم. ويعكس إشراف جلالة الملك على تدشين هذا المركز العناية الموصولة التي ما فتئ جلالته يحيط بها رعاياه، وخاصة من هم في وضعية هشاشة، وكذا الحرص الدائم لجلالته على التتبع الميداني لمختلف المبادرات ذات الصبغة الاجتماعية، وعلى رأسها تلك المتعلقة بدعم وتقوية قدرات الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في أفق تمكينهم من الخدمات الاجتماعية الأساسية، وتحقيق اندماج فاعل في المجتمع. وبالفعل، سيمكن المركز الجهوي بفاس من تقديم خدمات في تخصصات مختلفة في المجالات الاجتماعية والطبية والتربوية والرياضية والتكوين المهني بغرض الاستجابة لطلب وحق الأشخاص في وضعية إعاقة بجهة فاس بولمان. وتتمثل المهام الأساسية لهذا المركز في ضمان تكفل شامل ومندمج بهذه الفئة من المجتمع، وخاصة في المجال الطبي والتربوي والرياضي والمهني، وتعزيز قدرات الجمعيات والمؤسسات الفاعلة في ميدان الإعاقة وكذا أسر المعنيين. كما يتعلق الأمر بتطوير شراكات وتعبئة الشركاء من أجل حماية واحترام حقوق الاشخاص في وضعية إعاقة. ولتحقيق هذه المهام، يتوفر المركز على بنية تحتية وتجهيزات حديثة لتقديم خدمة شاملة ونوعية للمستفيدين، ويتعلق الأمر هنا بخمسة أقطاب تقنية تمكن من تفعيل استراتيجية المركز الوطني محمد السادس للمعاقين بفضل طاقم متخصص. وتتوزع هذه الأقطاب على القطب السوسيو-تربوي (بطاقة استيعابية تبلغ 120 طفلا ما بين 6 و18 سنة، وقطب التكوين المهني (48 مستفيدا تتجاوز أعمارهم 18 سنة)، وقطب الرياضات (120 شخصا يوميا)، والقطب الطبي الاجتماعي (40 شخصا إضافة إلى الاستشارات اليومية)، ووحدة الأطفال التوحديين (20 طفل يوميا). وتتمثل أبرز الأنشطة التي سيقوم بها المركز الجديد في الوقاية والتكفل المبكر بالمعاق من خلال خدمات طبية وتربوية ورياضية، والتكفل الاجتماعي بالأطفال في وضعية إعاقة، والمواكبة الاجتماعية والنفسية لعائلات المستفيدين (التوجيه الأبوي)، والتكوين المهني الملائم لذوي الاحتياجات الخاصة، وتعزيز قدرات المتدخلين في مجال الإعاقة، وتطوير شراكات على المستويين المحلي والجهوي، علاوة على دعم التمدرس والإدماج المهني للمستفيدين. وسيشتغل المركز الجهوي لفاس وفق مقاربة تشاركية ودامجة لمختلف المتدخلين في مجال الإعاقة، وخاصة منظمات المجتمع المدني على المستويين المحلي والجهوي، وذلك من خلال عقد شراكات معها.