نظمت الوكالة الحضرية للقنيطرة سيدي قاسم، مساء أمس الجمعة، ورشة عمل خصصت لمناقشة دراسة حول المخطط المديري للتهيئة الحضرية للقنيطرة الكبرى، الذي يغطي ثلاث جماعات حضرية وتسع جماعات قروية.وأوضح والي جهة الغرب الشراردة بني احسن عامل اقليمالقنيطرة السيد إدريس الخزاني، خلال ترؤسه أشغال الورشة، الأهمية الكبيرة لهذه الدراسة التي تروم وضع رؤية مستقبلية تمتد لنحو عشرين سنة وتجعل من الجهات التي تستهدفها منطقة جد تنافسية.وقال إن الجهة تعيش على إيقاع تحولات هيكلية عميقة سواء على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والعمراني ترتبط بشكل كبير بالمشاريع المهيكلة الضخمة التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس بالمنطقة.وأشار السيد إدريس الخزاني إلى أن الورشة، التي نظمت تحت شعار "المشاريع الهيكلية الكبرى وأنماط التهيئة"، تشكل مرحلة حاسمة في تحديد التوجهات الرئيسية التي تكفل وضع رؤية تشاركية منسجمة، مشددا من جهة أخرى على ضرورة إخراج الدراسة إلى حيز الوجود قبيل متم السنة الجارية.ومن جانبه، أوضح ممثل مكتب الدراسات التي أشرف على إنجاز الدراسة الخاصة بالمخطط المديري للتهيئة الحضرية للقنيطرة الكبرى أن هذه الأخيرة تروم تحقيق انسجام وتناغم بين الأنشطة والبرامج وفق رؤية جماعية وشمولية تقوم على مقاربة تشاورية ومستدامة بخصوص المشاريع المهيكلة الكبرى التي تعرفها المنطقة ومن بينها المنطقة الصناعية المندمجة لمهن صناعة السيارات (أطلانتيك فري زون القنيطرة) والميناء المتوسطي والمحطة السككية للقطار فائق السرعة (تي جي في) بالقنيطرة والمحطة السككية للسلع والبضائع بسيدي إيشو (15 كلم شمال القنيطرة قرب المنطقة الحرة لأولاد بورحمة) والمشاريع السكنية (ضفاف) بالمهدية.وأكد أن الدراسة تتوخى تحويل المنطقة، التي تشمل الجماعات الحضرية للقنيطرة والمهدية وسيدي يحيى والجماعات القروية للحدادة وسيدي الطيبي وأولاد سلامة والمناصرة وعامر السفلية وبني منصور وسيدي محمد بنمنصور والمكرن وعامر الشمالية، إلى فضاء تنافسي منتج ومستدام.وتشمل أنماط التهيئة التي تم تقديمها بهذه المناسبة الشريط الساحلي الشمالي الذي يهم الأنشطة الفلاحية والصيد البحري والشريط الساحلي الجنوبي الذي يهم الجماعة القروية لسيدي الطيبي والجماعة الحضرية للمهدية والذي يعرف إنجاز مشاريع سياحية، والمقطع الشرقي (سيدي يحيى) الذي يعد قطبا للإنتاج والتعمير وأخيرا قطب القنيطرة الذي سيخصص للخدمات والتجهيزات الكبرى. وتعد الورشة، التي حضرها على الخصوص رؤساء الجماعات المعنية والمنتخبون وممثلون لغرف الصناعة والتجارة والفلاحة والصناعة التقليدية والتنظيمات المهنية ورؤساء المصالح الخارجية، الرابعة من نوعها ضمن سلسلة من اللقاءات الرامية إلى دراسة هذا الموضوع الذي تمتد تأثيراته لتشمل مجالات الاقتصاد والتشغيل والبيئة والتعمير والنقل والتجهيزات والبنيات التحتية.وأوضحت الوكالة أن ورشة "المشاريع الكبرى الهيكلية وأنماط التهيئة" تتوخى التوصل إلى تحليل تشاركي لهذه الإشكالية، انسجاما مع ضوابط الحكامة الجيدة، خاصة وأن مثل هذه المشاريع الوازنة تتطلب تنسيقا وتكاملا فيما بينها كما أن تأثيرها على المجال يعد تأثيرا مصيريا يرهن مستقبل القنيطرة الكبرى على المدى البعيد (25 سنة).وبحسب الوكالة الحضرية للقنيطرة سيدي قاسم، فإن مخطط توجيه التهيئة العمرانية للقنيطرة الكبرى سيمكن من وضع استراتيجية تنموية مندمجة لمجال الدراسة ويدعم دور القنيطرة كعاصمة للجهة كما يعمل على تطوير مؤهلات المنطقة وإعادة تنظيم منظومة النقل والتنقل وتحديد المناطق الطبيعية ذات الأهمية الخاصة مع اقتراح التدابير اللازمة للمحافظة على موارد المنطقة وتنميتها.