تناقش أشغال المناظرة الوطنية للتنشيط السوسيو-ثقافي بالمغرب، التي افتتحت اليوم الجمعة بسلا، سبل النهوض بالتنشيط السوسيو-ثقافي باعتباره دعامة للتربية بالمغرب، ووسيلة لتعزيز قدرات النسيج الجمعوي في الارتقاء بالتعليم والحد من أشكال الهدر المدرسي. وتهدف هذه المناظرة، التي ينظمها، على مدى يومين، كل من قطب التربية والتنشيط المؤلف من 40 جمعية مغربية وفرنسية في إطار البرنامج التشاوري المغرب، وبشراكة مع الشبكة المغربية للشباب والتشاور، إلى التعريف بمساهمة التنشيط السوسيو-ثقافي في المسار التربوي للأفراد، وتقوية الروابط بين التربية النظامية والتنشيط السوسيو-ثقافي باعتباره قيمة مضافة في تكوين الشباب والتلاميذ من خلال إشراكهم في الحياة الاجتماعية. وفي كلمة خلال افتتاح أشغال هذا اللقاء التواصلي، أبرز دافيد لوبيز، المنسق المشارك لهذه التظاهرة، أن تنظيم المناظرة الوطنية للتنشيط السوسيو-ثقافي يهدف، بالأساس، إلى تثمين حصيلة ثلاث سنوات من العمل في مناطق مختلفة بالمغرب، من خلال الجمع بين مختلف الفاعلين لتبادل التجارب المنجزة في إطار التنشيط السوسيو-ثقافي، اقتناعا بضرورة انفتاح التربية النظامية على محيطها والتفاعل مع التجارب التي تساهم في إغناء جودة التكوين النظامي. كما يهدف هذا اللقاء، يضيف السيد لوبيز، إلى النهوض بمفهوم التنشيط السوسيو-ثقافي باعتباره قطاعا مهنيا واعدا يمكن أن يساهم في استقطاب كفاءات في المجال تجعل منه مهنة حقيقية. من جهته، أبرز رئيس الشبكة المغربية للشباب والتشاور، البشير بوقصيمي، أن تنظيم هذه المناظرة يهدف إلى تثمين تجارب الجمعيات المنخرطة في هذا المشروع، والنهوض بدور التنشيط السوسيو-ثقافي في الحد من الهدر المدرسي من خلال إشراك الشباب، خاصة في الوسط القروي، في أنشطة تربوية موازية للمسار الدراسي، وبالتالي تشجيع انفتاح المؤسسة التعليمية على محيطها. وأشار إلى أن سبع جمعيات انخرطت في تجارب للمساهمة، إلى جانب المدرسة العمومية، في مواكبة التلاميذ وضمان استمرارية الورش الشبابية، بغية كسب الاعتراف بالدور الهام الذي يضطلع به التنشيط السوسيو-ثقافي، والوصول إلى نموذج لمجزوءة التكوين، والاعتراف بدور المنشط السوسيو-ثقافي من خلال إشراك قطاعات متعددة في تفعيل هذا الدور. وتم، بالمناسبة، تقديم دليل أنجزه قطب التربية - التنشيط، يستعرض واقع وآفاق التعليم العمومي والتنشيط بالمغرب، باعتبارهما أداتين متكاملتين لتربية شاملة للطفولة، وحصيلة عمل ميداني لمدة سنتين، من خلال تجارب رائدة على مستوى كافة التراب المغربي، فضلا عن أهم التوصيات الرامية إلى تفعيل دور التنشيط السوسيو-ثقافي في النهوض بجودة التربية الشاملة. ويشمل برنامج هذه المناظرة، التي تعرف مشاركة جمعيات مغربية وفرنسية، ورشات عمل تناقش أساسا الإطار الشراكاتي من أجل تنشيط سوسيو-ثقافي ناجع، والنهوض بمشاركة الشباب في التنشيط السوسيو-ثقافي، ومرجعية للتكوين وكذا وضع المنشط السوسيو-ثقافي.