يقشعر البدن كلما راودني التفكير في صحراء بلدي وأبنائها البررة ، وأشعر بالحماسة حينما ترتسم بسمة الأمل على شفاه الكل ممن توحدهم قضايا الأمة المصيرية وتفرقهم انشغالات أخرى تختلف باختلاف المشارب والمعارف ، أعتز برؤية علم بلدي يرفرف فوق الجبال والهضاب والتلال والكثبان في منظر يجمع في ثناياه رسالة مفادها أن المغرب خلق للتوحد لا للتجزئة ، عبارة صدق في التعبير عنها الملك الراحل الحسن الثاني " الصحراء في مغربها والمغرب في صحرائه " ، ربما ينظر لها الأخرون على أنها تلاعب في الكلمات لكننا متيقنون أن الفحوى والمضمون أبلغ تعبير من جمالية الشكل .. يحاول " محتلو " أجزاءا من المغرب الشرقي القاطنين بقصر المرادية تمرير خطابات معادية ومغلوطة كلما سنحت الفرصة أو لم تسنح من أجل شغل الرأي العام المحلي بأمور تلهيه عن المشاكل الجمة التي يتخبط فيها ويصارع للبقاء على قيد الحياة في ظل الحكم الجائر لجنرالات جناهم الزمن من شجرة " الحرب الباردة " ، ولعل الخروج الأخير " للشيخ المريض " عبد العزيز بوتفليقة ، بتصريحات تسيء للجار الغربي يبرز الضغينة والحقد الذي يكنه هؤلاء لكل ماهو مغربي ويبين بالملموس عقدة النقص المحسوس بها من طرفهم ، ويتجلى هذا في القراءات والتأويلات التي تطلقها صحافة الجار وهي مدفوعة الأجر عن ذلك معتبرة الملك ورعاياه فاقدين للصواب والرشد ، مشككين في سيادتنا على أراضينا الجنوبية ، وناعيتنا لجيشنا بالمحتل والغاصب لأرض نحن أهلها تاريخيا وبشهادة من استعمروها من الإسبان . يتجلى لكل متتبع يعتمد في فكره على المنطق والتحليل الفوارق الشاسعة بين ما حققه المغرب بدون بترول والجزائر البترودولارية في العشرية الأخيرة من إنجازات تنموية ، فوطننا لم تثنه العوائق الإقتصادية والمالية من اللحاق بركب الدول السائرة في قطار النمو و لم تعجزه نقص الموارد الطاقية من تسجيل إنجازات ظاهرة للعيان إن على المستوى البنية التحتية أو الطرقية أو منشآت اقتصادية واجتماعية ، في حين مازالت الجزائر لم تتحرك ولم تتزحزح عن مكانها فهي كما لو أنها قد حصلت على استقلالها بالأمس و اسئلوا أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون . لعل حصيلة التراكم الإيجابي الذي حققه المغرب ملكا وشعبا في ترسيخ مبادئ الديمقراطية التشاركية وحقوق الإنسان ، أصبحت شهادة معترفا بها من قبل كثير من الدول والمنظمات المهتمة بالشأن المغربي ، بالرغم من النواقص التي تعتريها إلا اننا مؤمنين ومسلمين بأن الكمال لله وحده ..