على هامش أشغال الدورة 129 للاتحاد البرلماني الدولي الذي احتضنته مدينة جنيف، أجرى الوفد البرلماني المغربي سلسلة مباحثات مع مجموعة من رؤساء البرلمانات وممثلي الوفود البرلمانية والمنظمات الدولية. وفي هذا السياق، التقى الوفد المغربي مع رئيس مجلس الأمة الكويتي، مرزوق الغانم، وبحث معه سبل تعزيز تبادل التجارب الخبرات بين الهيئات التشريعية في المغرب والكويت، فضلا عن التغيرات في المنطقة خلال السنوات الأخيرة وتأثيرها على المستويات السياسية والبرلمانية. وأكد الجانبان على ضرورة تعزيز التقارب بين المؤسستين البرلمانية بغية الرقي بتعاونهما إلى مستوى العلاقات التي تجمع بين الملك محمد السادس وأمير دولة الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح. وأبرز الجانب المغربي دعمه لمبادرة الأردن التي تروم عقد اجتماع طارئ للفريق العربي بالكويت من أجل إثارة الانتباه إلى المخاطر المحدقة بمسجد القدس وكافة التراث الثقافي الفلسطيني. وأضاف بيد الله أن وفدا برلمانيا رفيع المستوى سيمثل المغرب في اجتماع الكويت، مذكرا بدور المملكة المغربية، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، في الدفاع عن المدينة المقدسة وتراثها الثقافي والديني. كما التقى الوفد المغربي نائب رئيس البرلمان العراقي، قصي عبد الوهاب السهيل. ورحب بيد الله خلال هذه المباحثات بدعم العراق للاقتراح الذي قدمه المغرب أمام جمعية الاتحاد البرلماني الدولي، مشيرا إلى أن البرلمانين المغاربة يتابعون باهتمام تطور الوضع السياسي في العراق . وأشار أيضا إلى القرار الذي اعتمد سنة 2003 بهدف تمكين الدول العربية من استعادة فنها المسروقة والتراث الثقافي للمتحف بغداد. والتقى الوفد البرلماني المغربي رئيس مجلس الولايات السويسرية، فيليبو لومباردي، وتناول الجانبان مجموعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك. ووصف المسؤول السويسري المبادرة المغربية للحكم الذاتي للصحراء، ب"المقاربة المبتكرة والذكية للغاية" من أجل تسوية هذه القضية. وقال لومباردي خلال مباحثاته مع رئيس مجلس المستشارين، "لا يسعنا إلا أن نشيد بهذه المقاربة. إنها حل مبتكر وذكي للغاية نرحب به". وجاء تصريح رئيس مجلس الولايات السويسرية، الغرفة العليا بالجمعية الفدرالية السويسرية، عقب العرض الذي قدمه محمد الشيخ بيد الله بشأن الإصلاحات المهيكلة العميقة الجارية بالمغرب، وضمنها مسلسل الجهوية المتقدمة التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس، وكذا مبادرة الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية كحل سياسي، عادل ونهائي لوضع حد للنزاع المفتعل حول هذه الأقاليم تحت السيادة الوطنية والوحدة الترابية. وفي نفس السياق، أبرز بيد الله رئيس الغرفة العليا أن "دستور فاتح يوليوز 2011، الذي توج دينامية الاصلاحات التي تمت مباشرتها منذ أزيد من عقد من الزمن، كرست تعددية وغنى هوية المملكة، في احترام لمبادئ التوازن وفصل السلط". وتطرق بيد الله، من جانب آخر، إلى تطور النظام البرلماني المغربي منذ الاستقلال إلى غاية الآن، مشيرا إلى أن المرأة تشغل في الوقت الراهن مكانة مهمة في المؤسسة التشريعية. وأعرب الجانبان عن أملهما في تكثيف تبادل الزيارات والتجارب بين المؤسستين التشريعيتين، كما عبرا عن اقتناعهما بأن الزيارة التي سيقوم بها رئيس مجلس الولايات السويسرية قريبا إلى المغرب ستسهم في تعزيز التعاون بين البرلمانين. وكانت للوفد البرلماني المغربي أنشطة مكثفة على هامش مشاركته في أشغال الدورة 129 للإتحاد البرلماني الدولي، حيث أجرى مباحثات مع عدد من رؤساء وممثلي برلمانات الدول الشقيقة والصديقة ومسؤولي المنظمات الدولية ( السعودية، باكستان، ميانمار، فلسطين...). وتشكل الوفد البرلماني المغربي الذي ترأسه محمد الشيخ بيد الله من برلمانيين ينتمون لحزب العدالة والتنمية، والحركة الشعبية والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وحزب الاستقلال، وحزب الأصالة والمعاصرة.