يقف المجتمع الدولي في مثل هذا اليوم من كل سنة، وقفة إجلال وإكبار ليوجه لكل نساء ورجال التعليم في أنحاء المعمور رسالة محبة واعتراف بجليل الأعمال وجدية الالتزام في أداء الواجب المهني بما ينمي قيم المواطنة ويساهم في بناء المجتمعات الإنسانية ورقي الحضارات. إنها لحظة تاريخية تكتسي دلالات رمزية متعددة الأبعاد، باعتبارها محطة تربوية نستحضر فيها جميعا معاني النبل والتضحية وسمو الرسالة التربوية التي يضطلع بها نساء ورجال التعليم الذين لا يدخرون أي جهد في استجلاء أفكار الناشئين والشباب وإيقاظ مشاعرهم بالمحبة والاحترام وتنوير عقولهم وتنمية مداركهم. وبدورنا نحتفي في المغرب بأسرة التربية والتكوين التي بهذه المناسبة ننوه بما قامت به من تضحيات كبيرة ومجهودات خاصة، تجسدت بالملموس في حرصها على استكمال مفردات المقررات الدراسية في إبانها ، وفي وعيها المهني بإنجاز الغلاف الزمني المخصص للتدريس، ومساهمتها الفعالة في إنجاح جميع محطات الامتحانات الإشهادية، وخاصة امتحانات البكالوريا التي أبانوا فيها عن مستوى عال من النضج في التعامل مع مختلف العمليات الامتحانية. إن واقع المنظومة التربوية اليوم يفرض علينا باستمرار، في ظل التحولات العميقة التي تشهدها المجتمعات الدولية في شتى النواحي والمجالات، أن نكون متيقظين أكثر من أي وقت مضى من أجل تمثل واستيعاب ما يجري حولنا من متغيرات والعمل على ملاءمتها مع طموحاتنا. ولتحقيق هذا المبتغى، فإنني أدعو كل الفاعلين التربويين والشركاء الاجتماعيين إلى ترجمة كل المجهودات المبذولة إلى نتائج ملموسةتظهر في مكتسبات التلميذات والتلاميذ وفي إعدادهم لممارسة حقوقهم وواجباتهم بشكل يمكنهم من المشاركة بفعالية والانخراط بقوة، في مواجهة تحديات العصر وكسب الرهانات خدمة لناشئتنا ومدرستنا المغربية ووطننا العزيز. إليكن نساء التعليم وإليكم رجال التعليم تحية احترام وتقدير .