منذ أول تظاهرة لهذه الحركة استوقفني موقف الأستاذ مصطفى الرميد المؤيد لهذه الجماعة التي نصبت نفسها ناطقة باسم الشعب وأصبحت تتغطى بمطالبه للوصول لأهدافها ، و استغربت لوجوده معهم و أنا كنت و سأبقى أكن له إحتراما متميزا، و لا أشكك في وطنيته و لا في رغبته في الإصلاح و مغرب أفضل، لكني تفاجئت و سألت نفسي : هل يجهل هذا السياسي المخضرم و رجل القانون و الحقوق المحنك بمخططات الحركة؟ ألا يعلم من وراءها و لماذا قامت في هذه الظرفية بالظبط حيث تتزلزل العروش الواهية لرؤساء المنطقة ؟ ألم ينتبه أن نواة هذه الحركة مكونة فقط من جمعيات عقوقية لا علاقة لها إلا بحقوق الشواذ و الملاحدة و آكلي رمضان علنا، و شبيبة اليسار الراديكالي من نهج و طليعة و الموحد ( أحزاب الهامش) ، و جماعة القومة و الطوفان ومتطرفي الأمازيغ العنصريين ، ثم لا ننسى حثالة خونة الوطن من أحمد رامي و عيسو و هشام بوشتي و آخرون؟ و لماذا آثر إحداث الفرقة في ائتلاف حزبه الذي رفض الخروج مع الفبرايريين ؟ و لماذا يستمر في التظاهر معهم حتى بعد خطاب 9 مارس الذي وصفه هو شخصيا بالخطاب الشجاع و وصفه شيوخهم بأنه التفاف على مطالبهم بجهل و جهالة؟و لماذا لم يدع هؤلاء الشباب للانخراط في ندوات و صالونات فكرية ،لمناقشة الوضع المغربي و لتقديم مقترحات لنهضة المغرب في إطار خارطة الطريق التي وضعها ملك البلاد، بدل التظاهر و قطع أرزاق المتاجر التي تجبر على إقفال أبوابها في كل مسيرة واعطاء الفرصة لبعض المنحرفين للسرقة وإلهاء الشرطة والبوليس عن عملهم الاساسي للحفاظ على الأمن و لمراقبة اعداء الوطن ؟ ألا يعلم مايروجه دعاتهم على الجرائد الإلكترونية و الفايسبوك و التويتر من سموم ينفثونها بين شباب المغرب للإيقاع بين الشعب و الملك و المؤسسات الأمنية، أم أنه لا يطالع إلا الجرائد الورقية؟ ألم ير أن هذه الحركة التي أصبحت تحشر نفسها في كل مظاهرة وكل وقفة احتجاجية حتى لو كانت ضد ايديولوجياتها لا لشيء سوى لإعطاء هذه الحركة صبغة نضالية لهدف في نفسها وليس من اجل تغيير لصالح هذا البلد؟ ألا يعلم أن منظري هذه الحركة المشبوهة و أتباعهم المغرر بهم إذا لقوا المغاربة قالوا إنا نريد حرية و ديمقراطية و ملكية برلمانية، و إذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزؤون و نريد إسقاط النظام و رأس الملك ؟ و كيف لنائب برلماني ليخرج في مظاهرات لحل الحكومة و البرلمان؟ ألا يكون بذلك يعترف أن وصوله إلى البرلمان كان باطلا و يكون قد استفاد من منصب سام كهذا بمرتباته و امتيازاته لمدة أربع سنوات بشكل غير شرعي؟ أم أن الشعار الرئيسي لهذه المظاهرات هو "كُل وَاحْدْ يِلغِي بلغَاه"؟ ألم يلاحظ النائب المحترم الرميد الغياب التام للعلم المغربي الأحمر بنجمته الخضراء التي تتوسطه و عدم وجود إلا رايات سود تعكس نوايا و مؤامرات حامليها السوداء على بلادنا الحبيبة و رايات مزركشة موالية للمنظمة الصهيونية الأمازيغية؟ و لماذا لا يردد النشيد الوطني في مسيراتهم أم أنهم يكرهون المقطع الأخير منه ، و اللبيب يفهم بالإشارة....؟ أفلا ينظرون إلى النموذجين التونسي و المصري حيث اتحد العلم و النشيد و الهدف ؟ أم يحلمون بالنموذج الليبي الدامي؟ ولماذا التحق السيد الرميد بمسيرة اقتحام المقر الإداري للمخابرات بتمارة؟ ألا يدري و هو رجل قانون أن هذا الأمر يستوجب تدخلا أمنيا و معاقبة المحرضين عليه قانونيا؟ و لماذا أبدى عن تعاطف مع متمردي السلفية الجهادية في سجون المملكة في عملية الهروب الكبير بدل تذكيرهم بواجباتهم لأن الحقوق قبل الواجبات ؟ و إذا كانوا مظلومين حقا فلماذا لم يذكرهم بقصة سيدنا يوسف عليه السلام حين سجن ظلما و واجهه بصبر و إيمان بدون تمرد ، أليس هذا بجهاد؟ و لماذا لم يدع إلى تشكيل لجنة وطنية مكونة من قانونيين و مفكرين شرفاء لدراسة ملفات كل من أدين في هذا الملف الحساس أو استتابة المتشبعين منهم بالفكر الإرهابي الإجرامي و هم كثر؟ كل ما سبق من أسئلة لا يصعب على متلقيها الإجابة عليها و أترك مهمة ذلك للقارئ الكريم ، و أدعو السيد الرميد إلى العمل على تطهير هذه الحركة من الطفيليين و توحيد كل من يريد المساهمة في الإصلاح بدون استهداف ثوابت و مقدسات الوطن ، و الدعوة إلى ثورات شبابية في الأحزاب و الجمعيات التي (الثورة بمعناها الإيجابي لا الفوضوي ) و ورشات فكرية في كل المجالات لبحث مشروع مجتمعي يسوده عدل بقضاء نزيه و مستقل و لا يخفى على أحد أن هذا هو مفتاح الديمقراطية و العدالة الإجتماعية التي نطمح إليها جميعا.و يجب أن يعلم الجميع أن الشعب المغربي يريد إسقاط الفساد و الإصلاح لكن لا يريد لي ذراع ملكه و لا يريد المقامرة بأمنه و اسقراره و وحدته . "الآمان تاج فوق رؤوس الآمنين لا يراه إلا غير الآمنين"