اعتصم ستة مرضى بالقصور الكلوي صباح اليوم الإثنين 02 شتنبر 2013 بمركز تصفية الدم التابعة للمستشفى الإقليمي باليوسفية للمطالبة بتمكينهم من العلاج بالمصلحة والحد من معاناتهم في الانتقال أسبوعيا إلى مدينة خميس الزمامرة التابعة لعمالة سيدي بنور في ظروف وصفتها إحدى المريضات بالمأساوية في ظل تكدس المرضى الستة في سيارة إسعاف صغيرة مستعارة من جماعة سبت الخوالقة القروية، مما يتسبب في إصابتهم بالاختناق في أحيان كثيرة، الأمر الذي يضطر الأطر الصحية بمصلحة تصفية الدم بخميس الزمامرة إلى البدء بإسعافهم بالأوكسجين قبل مباشرة عملية علاجهم بتصفية الدم. وأضافت ذات المتحدثة أن القائمين على مصلحة تصفية الدم بمدينة خميس الزمامرة أخبروهم بإمكانية التخلي عنهم في أية لحظة إذا ما التحق مرضى جدد تابعون للنفوذ الترابي لإقليم سيدي بنور، واستطردت متسائلة باستغراب وعلامات التوتر والانفعال بادية عليها: كيف يعقل أن يوفر أحد المحسنين كفرد واحد ثمانية وعشرين جهازا لمصلحة تصفية الدم بخميس الزمامرة في الوقت الذي تكتفي فيه مؤسستان كبيرتان ممثلتين في وزارة الصحة وشريكها المكتب الشريف للفوسفاط بتوفير ربع العدد بمصلحة تصفية الدم باليوسفية؟؟؟
بدوره تحدث مدير المستشفى الإقليمي باليوسفية عن إكراهات كبيرة يواجهها العاملون بكل مصالح المستشفى، وتحول دون تقديم خدمات طبية في المستوى المطلوب، حدد بعضها في ضعف الإمكانيات وقلة التجهيزات وعدم كفاية الموارد البشرية، مشيرا إلى أن مصلحة تصفية الدم تضم طاقما مكونا من خمس ممرضات وطبيبة وتقني متخصص، وتتوفر على سبعة أجهزة للتصفية يستفيد منها أربعة عشر مريضا موزعين على مجموعتين يتلقى أفراد كل واحدة منها حصتين من العلاج في الأسبوع، في حين يخصص يوم واحد لصيانة الأجهزة ومراقبتها، ويستفيد العاملون من عطلة نهاية الأسبوع يومي السبت والأحد.
وفي جواب له حول إمكانية مضاعفة عدد المستفيدين، لا سيما أن الطاقة الاستيعابية للأجهزة السبعة تسمح بذلك، أجاب بأن الأمر سيكلف فريق العمل الاشتغال لحوالي اثنتي عشرة ساعة يوميا، وهو ما لا يمكن قبوله لأنه سيجعله تحت وابل البيانات النقابية المنددة بشططه في استعمال السلطة وفق تعبير الإطار الطبي. وحول ما إذا كانت هناك فرصة للاشتغال بفريق عمل ثان اعتبر ذات المتدخل الأمر مستحيلا بسبب الخصاص الكبير في الأطر الصحية والطبية بالمستشفى بصفة عامة.
هذا وقد تدخلت السلطة المحلية ورجال الأمن لإقناع المعتصمين وديا بفك اعتصامهم مقابل وعد من مدير المستشفى بالدعوة عاجلا لاجتماع لجنتي الدعم والأخلاقيات المشرفتين على مصلحة تصفية الدم من أجل بحث السبل الكفيلة بإيجاد مخرج للأزمة.