مع إغلاق 22 سفارة أميركية عبر العالم غالبيتها في دول إسلامية وحذت حذوها دول غربية كبريطانيا وفرنسا وألمانيا، حذر مسؤول أميركي كبير من أن تهديدات القاعدة بتنفيذ اعتداءات تستهدف المصالح الغربية، بينما عقد اجتماع أمني على مستوى عال في البيت الأبيض. ويعتبر هذا الاستنفار الغربي هو الأكبر منذ تفجيرات سبتمبر/ أيلول 2001 ، كما اعتبرت كندا من ناحيتها أن الخطر الأكبر يهدد ممثليتها الدبلوماسية في دكا بدون إعطاء أي تفاصيل أخرى. إلى ذلك، قال رئيس أركان الجيش الاميركي الجنرال مارتن ديمبسي لشبكة (ايه بي سي) التلفزيونية إن "هذه المرة أكثر تحديدا من التهديدات السابقة". وأضاف أن الهدف المحدد لم يعرف "إلا أن النوايا واضحة وهي مهاجمة المصالح الغربية وليس الأميركية وحدها". وقال البيت الابيض ان اوباما تلقى تقارير منتظمة عن التهديد المحتمل واجراءات الاستعداد الامريكية طوال الاسبوع، واضاف ان رايس وليزا موناكو مستشارة مكافحة الارهاب ابلغتا اوباما باحدث التطورات بعد الاجتماع الذي عقد على مستوى عال يوم السبت. ويقضى اوباما عطلة نهاية الاسبوع في منتجع كامب ديفيد الرئاسي بعد ان لعب الجولف في وقت سابق يوم السبت. ويحتفل اوباما بعيد ميلاده يوم الاحد. اجتماع امني عال واستضاف البيت الأبيض أمس السبت اجتماعا مهما تم تخصيصه لبحث تهديدات القاعدة الإرهابية. وترأست هذا الاجتماع مستشارة الأمن القومي سوزان رايس في حضور وزراء الخارجية جون كيري والدفاع تشاك هاغل والأمن الداخلي جانيت نابوليتانو. كما شارك فيه أيضا مدراء وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه) جون برينان ومكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) روبرت مولر ووكالة الأمن القومي (ان اس ايه) الجنرال كيث الكسندر، إضافة إلى السفيرة الأميركية في الأممالمتحدة سامنثا باور. وكان الرئيس الأميركي باراك اوباما أمر مساء الجمعة باتخاذ "كل الإجراءات اللازمة لحماية الأميركيين" من خطر هجمات قد يشنها تنظيم القاعدة لا سيما في الشرق الأوسط وشمال افريقيا. وقبل ذلك أصدرت الخارجية الأميركية تنبيها حذرت فيه جميع رعاياها في العالم من خطر وقوع اعتداءات "لاسيما في الشرق الأوسط وشمال افريقيا" وشددت واشنطن أيضا على "شبه الجزيرة العربية". انتربول يحذر من جهتها، اصدرت منظمة الانتربول تحذيرا أمنيا شاملا دعت بموجبه كل الدول الأعضاء إلى اتخاذ "أقصى درجات الحذر والتعاون لمواجهة تهديدات القاعدة". وأعلنت هذه المنظمة الدولية التي يقع مقرها في ليون بوسط شرق فرنسا في بيان أنها قررت إطلاق تحذيرها "بعد سلسلة عمليات فرار من السجون في تسعة بلدان أعضاء بينها العراق وليبيا وباكستان". وتابع البيان أن الانتربول "يشتبه بتورط القاعدة في عدد كبير من عمليات الفرار التي أدت إلى هروب مئات الإرهابيين والمجرمين، ويطلب المساعدة من البلدان الأعضاء ال190 لتحديد ما إذا كانت هذه الأحداث الأخيرة منسقة أو مترابطة". وقالت المنظمة إن شهر أغسطس/ آب الجاري شهد العديد "من الهجمات الإرهابية العنيفة" في الهند وروسيا واندونيسيا. وأضافت أن "هذا الاسبوع يتزامن أيضا مع الذكرى ال15 للاعتداء على السفارتين الأميركيتين في نيروبي عاصمة كينيا ودار السلام بتنزانيا، ما أدى إلى مقتل 200 شخص غالبيتهم من الأفارقة إضافة إلى نحو أربعة آلاف جريح". وتشير المنظمة إلى تفجيرين وقعا في السابع من أغسطس/ آب 1998 في نيروبي ودار السلام بفارق عشر دقائق بينهما واستهدفا السفارتين الأميركيتين هناك. تهديد الظواهري يذكر أن زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، كان قال في تسجيل صوتي الجمعة إن إزاحة الرئيس الإسلامي المصري محمد مرسي قبل شهر جرت "بمال خليجي وتدبير أميركي وتواطوء من الاقباط الذين يريدون حكما علمانيا لتقسيم مصر.. والجيش المصري المتأمرك الذي ربته أميركا"، على حد تعبيره. وقد اتخذت قوات الأمن اليمنية الأحد تدابير مشددة في محيط سفارات الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا. وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إن إقفال سفارة فرنسا في صنعاء قد يستغرق "أياما عدة". وأضاف "لقد تبلغنا بصورة مباشرة وغير مباشرة بتهديدات تتعلق بمنشآتنا في الخارج وحتى رعايانا، وهي تهديدات صادرة عن القاعدة". وطلب هولاند من الرعايا الفرنسيين المقدرعددهم بنحو ستمئة في اليمن "اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر في تنقلاتهم على الأراضي اليمنية".