أعلنت الولاياتالمتحدة أنها أغلقت سفارتها في العاصمة اليمنية، صنعاء، بداية من يوم أمس الأحد، وإلى أجل غير محدد، وذلك بعد التهديدات الأخيرة لتنظيم القاعدة بضرب المصالح الأميركية في اليمن وفي المنطقة. ونقلت وكالة رويترز عن العاملين اليمنيين في السفارة الأميركية، أنها طلبت منهم عدم التوجه إلى عملهم إلى إشعار آخر. وكانت السفارة قد دعت، في الأيام الأخيرة، المواطنين الأميركيين باليمن إلى توخي الحيطة والحذر في تحركاتهم خشية أن يتعرضوا لهجمات من عناصر القاعدة. كما أن السلطات اليمنية ، بدورها، شددت الحراسة الأمنية على كل المواقع المحتملة لأن تكون أهدافا لضربات القاعدة، مثل السفارات والمدارس الأجنبية والمنشآت النفطية وغيرها. وتأتي هذه التطورات في وقت قررت فيه الولاياتالمتحدة وبريطانيا دعم الحكومة اليمنية في حربها على ما يسمى «الإرهاب»، وذلك بعد محاولة فاشلة لتفجير طائرة أميركية كانت متوجهة إلى مطار ديترويت، يوم 25 دجنبرالماضي. قبل هذا، قال مكتب رئيس الوزراء البريطاني، غوردون براون، إن واشنطنولندن اتفقتا على تمويل وحدة شرطة لمكافحة ما يسمى «الإرهاب» في اليمن، وعلى تكثيف العمل المشترك للتصدي «للتهديد الإرهابي الناشئ» في كلا البلدين. وأوضح المكتب، في بيان، أن البلدين سيتعاونان أيضا في دعم قوات خفر السواحل اليمنية، وأن براون يريد أن يناقش وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي موضوع اليمن والصومال في اجتماعهم المقبل. وأضاف البيان «يعتزم براون الضغط من أجل اتخاذ إجراءات أكثر صرامة بشأن اليمن من قبل بعثة العمل المالية، وهي الهيئة الدولية التي تكافح غسل الأموال وتمويل الإرهاب». وكان براون قد أمر بمراجعة إجراءات الأمن في المطارات البريطانية، ودعا الشركاء الدوليين الرئيسيين إلى اجتماع في لندن، يوم 28 ينايرالجاري، لبحث سبل مكافحة ما سماه «التطرف» في اليمن. وبدوره قال الرئيس الأميركي، باراك أوباما قبل بضعة أيام، إنه جعل تعزيز الشراكة الأميركية مع الحكومة اليمنية «أولوية في تدريب وتجهيز قواتهم الأمنية، وتبادل معلومات المخابرات، والعمل معهم لضرب الإرهابيين من تنظيم القاعدة». في السياق ذاته ، بحث الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح، مع قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي، ديفد بتراوس، تعاون البلدين في المجال الأمني وفي مكافحة «الإرهاب». وجدد صالح استعداد بلاده «لمكافحة الإرهاب وملاحقة الإرهابيين أينما كانوا»، وثمن مبادرة الإدارة الأميركية بزيادة مساعداتها لبلاده. يشار إلى أن الاهتمام الدولي تركز على اليمن, كما تقول رويترز, بعد اتهام النيجيري عمر فاروق عبد المطلب (23 عاما) بمحاولة تفجير طائرة ركاب أميركية لدى اقترابها من ديترويت، وقال عمر الفاروق عبد المطلب للمحققين الأميركيين، إنه تدرب على أيدي عناصر تنظيم القاعدة في اليمن.